ورغم أن الكثيرين من خلفاء كانت لم يقتنعوا بتفاصيل حجته، فإن القضية الرئيسية في هذه الحجة كانت، ولا تزال، ذات أهمية باقية؛ إذ إن ما يقوله كانت هو في واقع الأمر أن مهمة اللاهوت التقليدي بأسرها قد أسيء فهمها؛ فماهية الدين، كماهية الأخلاق، لا تنحصر في فروض فوق العلمية تتعلق بطبيعة العالم «المخلوق»، وأصله، وإنما في إيجاده أساسا للتجربة الأخلاقية والسلوك الأخلاقي. وربما كان هذا هو السبب الذي تطلق من أجله اللغة الإنجليزية على موضوعات أية عقيدة دينية اسم موضوعات الإيمان
faith ، لا موضوعات الاعتقاد
believe ، معترفة في ذلك برأي كانت القائل إن معنى أية عقيدة دينية لا يكمن في أدلة الذهن البشري.
إن فلسفة كانت معبر يصل بين عصر التنوير، الذي آمن بالعلم بوصفه معرفة شاملة ودواء شافيا لكل ما يحير ذهننا من الأسئلة، وبين العصر الرومانتيكي، الذي بحث فيه المفكرون عن أساس متباين تماما للأخلاق والدين والفلسفة ذاتها. ولقد فند كانت ذاته بعض النتائج الفلسفية اللاحقة التي استخلصها فشته، معاصره الأصغر سنا ، من مذهبه في العقلين النظري والعملي. ومع ذلك فقد كان هذا المذهب، ومعه نظرته إلى الفلسفة على أنها في أساسها «نقد»، هو السبب الأكبر لأهم التطورات الفلسفية التي حدثت في الفترة التالية.
والنص التالي مقتطف من الأقسام 50-54 من كتاب كانت: المدخل إلى كل ميتافيزيقا مقبلة.
7
وعنوان هذه الأقسام «الأفكار الكونية
The Cosmological Ideas ».
النص (القسم 50) : إن هذا الناتج للعقل الخالص في استخدامه العالي (على التجربة)
transcendent
Halaman tidak diketahui