وهذا التحقيق هو السعادة، وعلى قدر ما نحقق من هذه الأهداف والأخلاق يكون مقدار سعادتنا.
وكيما نسعد في حياتنا يجب أن تتحقق هذه الأهداف الأربعة: (1)
مرتزق نعيش منه بما ننتج للمجتمع. (2)
كرامة اجتماعية أو مقام اجتماعي نحس به أننا محترمون. (3)
حياة زوجية سليمة. (4)
تجدد؛ أي: تطور.
هذه هي الأهداف الأربعة التي يقول بها السيكلوجيون، وأيما نقص فيها قد يؤدي إلى انحرافات خطيرة أو خفيفة، وقد تكون هذه الانحرافات جريمة نقع فيها، أو شذوذا نفسيا قد يصل بنا - أو لا يصل - إلى الجنون؛ فإن العاجز عن الارتزاق قد يسرق ويأثم، وأحيانا نجد من ينتحرون لأن كرامتهم الاجتماعية قد أهينت، وكذلك الحياة الزوجية إذا فسدت فإنها تؤدي إلى ضروب من الشقاء، من الطلاق إلى الهجران، إلى غير ذلك، وأخيرا نجد أن الرجل الراكد الآسن الذي يرفض التطور يعاني سأما، ويجد كل شيء ماسخا في الحياة.
وهذا كلام موجز عام نحتاج إلى شرحه. •••
فإما الارتزاق فيعد في أول الشروط للسعادة، ونعني القدرة على الارتزاق بالإنتاج، وهذا يطالبنا بأن نكون على شيء من المهارة الفنية التي يحتاج إليها المجتمع.
ولكل مجتمع مهاراته المختلفة التي يحتاج إليها، فقبل نحو خمسين سنة حين كنت صبيا كنت أعرف أحد الأثرياء المحترمين الذين جمعوا ثراءهم لمهارة فذة هي ركوب الخيل والحمير وتعليمها، وقد تغير مجتمعنا فلم تعد تصلح هذه المهارة لضمان الكسب والثراء، وكذلك الشأن في مهارات مختلفة عبثت بها حكومتنا، أو هي دعت إليها وعلمت الشبان في الجامعات الأوروبية لتحقيقها، حتى إذا نجحوا في تحقيقها لم تجد فيم تستخدمهم، واضطرت لذلك إلى أن ترزقهم من حيث لا يمتازون بمهارة خاصة، فابتأسوا.
Halaman tidak diketahui