Kebijaksanaan Siddiq
عبقرية الصديق
Genre-genre
فشخصية الصديق لها مفتاح قريب المتناول وهو هذا المفتاح، مفتاح الإعجاب بالبطولة.
وهذا الإعجاب بالبطولة هو الوسم الذي يتسم به كل عمل من أعماله وكل نية من نياته، وهو السر الذي نراه كامنا في كل رأي يرتئيه وكل قرار حاسم يستقر عليه.
والإعجاب بالبطولة في التاريخ الإنساني شيء عظيم؛ ليس بعد البطولة منزلة يشرف بها الإنسان أشرف من منزلة الإعجاب بها والركون إليها؛ لأن الفضيلتين معا لازمتان جنبا إلى جنب في كل أمر جليل تم في تاريخ الإنسان، وكل طور من أطوار التقدم ارتقى إليه.
وليقل أصحاب التحليل العلمي ما يشاءون.
وليقل أصحاب القياس المنطقي ما يحبون.
فشاءوا أو لم يشاءوا، وأحبوا أو لم يحبوا، لقد تم بغير التحليل العلمي وبغير القياس المنطقي كثير من العظائم في تاريخ الإنسان، ولم يتم قط - ولن يتم فيما نرى - أمر عظيم واحد بغير البطولة وبغير الإعجاب بالأبطال.
لها برهانها من الواقع كبرهان الأقيسة المنطقية والتجارب العلمية. فالرجل الذي ينهض له البرهان النفساني على الثقة ببطل من الأبطال فيثق به ويعينه على عمله ليس بالرجل الذاهب على غير هدى أو الآخذ بغير دليل. كلا، فعمله ونتيجة عمله كلاهما برهان يغنيه عن مصنع التحليل، وعن قضايا المنطق، ويغني العالم كذلك عنهما إذا نظرنا إلى العمل ثم نظرنا إلى النتيجة، ونظرنا قبل هذا وبعد هذا إلى طبائع الإنسان.
خذ لذلك مثلا حديث الأعاجيب التي سمعها أبو بكر في أيام الدعوة المحمدية فصدقها لأنه يصدق صاحبها ويركن إليه.
هبه قد ثاب إلى معمل التحليل فقال له المعمل إنه لم يسمع بأمثال هذه الأعاجيب، وليس لديه مسبار لها يصلح للتأييد أو التفنيد.
وهبه قد ثاب إلى قضايا المنطق فقالت له: إنها لا تعرف هذه الأقيسة ولا هذه المقدمات ولا هذه البراهين.
Halaman tidak diketahui