فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا
8
أو ذنوبين نزعا ضعيفا، والله يغفر له، ثم جاء عمر بن الخطاب فاستحالت غربا،
9
فلم أر عبقريا يفري فريه، حتى روى الناس وضربوا بعطن.»
10
وفهم فقهاء الإسلام أن ضعف النزع هو قصر المدة، وانصراف العزم إلى حرب الردة، وأن فيض الري على يد عمر هو فيض العبقرية التي ينفسح لها الأجل، وتنفسح أمامها منادح العمل، ويؤتى لها من السبق ما لا يؤتى لغير العبقريين.
ولنا أن نفسر العبقرية بمعناها الذي يفهمه الأقدمون، أو بمعناها الذي نفهمه نحن المحدثين، فكلا المعنيين مستقيم في وصف عمر بن الخطاب ... أتراها على كلا المعنيين شيئا غير التفرد والسبق والابتكار؟ كلا، ما للعبقرية مدلول يخرج عن صفة من هذه الصفات. ومن يكتب تاريخ عمر فقد يجد في النهاية أنه يكتب تاريخا «لأول من صنع كذا، وأول من أوصى بكذا»، حتى ينتهي بسرد هذه «الأوليات» إلى عداد العشرات.
وتلك هي العبقرية التي لا يفري فريها أحد، كما قال صاحبه وأعرف الناس به، صلوات الله عليه.
الفصل الثاني
Halaman tidak diketahui