أمّا المميّزات الإيجابية في هذه النسخة، فهي تلازُم الحوادث بالسنوات الصحيحة، وهي تصحّح الخَلَل الحاصل في النسخة الأولى.
كما يوجد في نسخة "بودليان" زيادات وإضافات في حوادث بعض السنوات تزيد من أهميّة الكتاب وأخباره النادرة. ولا يُعرف إنْ كانت من أصل المؤلّف، أو أنها من زيادات الناسخ.
وهذه النسخة، رغم سلبيّاتها الكثيرة، قدّمت لنا فوائد كثيرة في التحقيق، من تصحيح وضبْط البعض الألفاظ، أو ترميم نقص، أو توضيح ما غمض من كلمات في النسخة الأولى.
طريقتي في التحقيق
لقد اعتمدت نسخة استانبول أساسًا في التحقيق لأنها الأقدم، والأتمّ، وسأرمز إليها بحرف "أ"، وسأرمز إلى نسخة "بودليان" البريطانية بحرف "ب".
وقمت بترقيم أوراق النسختين وترتيبهما، ثم قابلت النضَّين ببعضهما، وعملت على ترميم النواقص والسَّقَط من النسختين، وقوّمت الكثير من الكلمات الواردة غلطًا أو خطأَ أو محرَّفَةً أو مصحّفة، وصوّبت الكثير من التواريخ غير الصحيحة، وأضفت بعض الألفاظ على النّص الأصليّ كلّما اقتضت الضرورة لتستقيم الجملة أو يتّضح المعنى، وأبقيت على الكلمات المكتوبة غلطًا في المتن، كما هي في الأصل، وأشرت إلى الصواب أو الصحيح في الحواشي، التزامًا بلغة المخطوط قدر الإمكان، وفي بعض الأحيان أقوم بإثبات بعض الألفاظ صحيحة في المتن، وهي في الأساس كُتِبت غَلَطًا وأشير إلى ذلك في الحواشي، للضرورة.
وتتبّعت النصَّ في النسختين، وكلّما وجدت كلمة أو جملة أو فقرة ناقصة في هذه النسخة أو تلك، أعمل على إضافتها في سياق النص، مع الإشارة إلى النسخة والورقة التي نقلتُ منها، كما قمت بإضافة بعض الهوامش التي كُتبت على النسختين في المكان المناسب من النَّصّ، وإذا كان الهامش لا يدخل في سياق المتن بالضرورة، أذكره بالحاشية.
وفي النسختين الكثير من الكلمات المهمَلَة غير المنقوطة كان عليّ إعجامها وبيان الصواب في لفظها.
كما أنّ في النسختين الكثير من الوَفَيَات ممّن لم تُذكَر أسماؤهم، وورد بعضهم بالكنية، أو باللقب، أو بالشُّهرة، وكثيرًا ما ترِد الوَفَيَات في غير سنواتها الصحيحة، فكان عليّ أن أجتهد لإثبات اسم صاحب الترجمة والوفاة، والتعريف به بإيجاز،
1 / 30