(قال الفقيه) رحمه الله: ينبغي للعاقل أن يحسن القول في الصحابة ولا يذكر أحدا منهم بسوء ليسلم دينه. وروى عبد الله بن مغفل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك أن يأخذه)) وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أنه قال على المنبر: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وخيرها بعد أبي بكر عمر، والله لو شئت لسميت الثالث. قال بعضهم: إنما عنى به عثمان وقال بعضهم: إنما عنى به نفسه، وقال محمد بن الفضل: أجمعوا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر. واختلفوا في عثمان وعلي رضي الله تعالى عنهما، فنحن نقول ثم عثمان ثم علي ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم أخيار صالحون، لا نذكر أحدا منهم إلا بخير. وروي عن إبراهيم النخعي أنه سئل عن القتال الذي وقع بين الصحابة فقال: تلك دماء قد سلمت منها أيدينا فلا نلطخ بها ألسنتنا. وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يجتمع حب هؤلاء الأربعة إلا في قلب مؤمن)) يعني حب أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله تعالى عنهم. وروى أبو إسحق الهمداني عن قصيع عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى أمرني أن أتخذ أبا بكر والدا وعمر مشيرا وعثمان سندا وعليا ظهيرا أربعة أخذ الله ميثاقهم في أم الكتاب لا يحبهم إلا مؤمن تقي ولا يبغضهم إلا فاجر شقي فهم خلائف نبوتي وعقد ديني ودنياي وعصمة أمري ومعدن حكمتي فلا تقاطعوا ولا تحاسدوا)) وروى أبو الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال: ((أبو بكر وزيري والقائم في أمتي بعدي وعمر حبيبي وعثمان مني وعلي أخي وصاحب لوائي)) وروى محمد بن جبير عن أبيه جبير بن مطعم ((أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرها بأمر فقالت: أرأيت إن لم أجدك قال: إن لم تجديني فائتي أبا بكر)) وروي عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم قال: سألت أبا حنيفة رحمه الله فقلت: من أهل السنة والجماعة؟ قال: ((من فضل أبا بكر وعمر وأحب عثمان وعليا، ورأى المسح على الخفين، ولم يكفر أحدا من الأمة بذنب، وآمن بالقدر خيره وشره من الله عز وجل، ولا ينطق في الله بشيء، ولا يحرم نبيذ التمر)) والله أعلم.
الباب السابع والعشرون بعد المائة: في القول في القدر
Halaman 401