وفي أصناف الحيوان عرج وأشباه العرج
وأشكال من المشي واختلاف في العدو، وتفاوت في الوطء [١] . وللإنسان نفسه اختلاف شديد على قدر الحالات المختلفة عليه، وبكلّ ذلك نطقت الأشعار، واستفاضت الأخبار، وشهد عليه العيان، وميّزته العقول.
فمن العرج الضّبع، عرجاء البتّة [٢]، وهي أشدّ السّباع حرصا على لحوم الناس، وأشدّ الخلق مغارز أسنان [٣]، ويقال إنّها ممطولة في فكّيها [٤] . وهي تنبش القبور وتحفرها حتّى تنتهي إلى أبدان الموتي.
ثم الذّئب، وهو أقزل- والقزل: أقبح العرج- والفرس شنج النّسا كأنّ به عقّالا [٥] . وقال عمرو بن العاص:
شنج الفرسن محبوك القرا ... شنج الأنساء في غير فحج [٦]
[١] في الأصل: «الوطى» .
[٢] الحيوان ١: ٤٣/٥: ٢١٣.
[٣] مغارز الأسنان: أصولها. وفي اللسان: «ومغرز الضلع والضرس والريشة ونحوها:
أصلها» . وفي النسخة: «معار واسنان»، تحريف.
[٤] المطل، أصله السك والطبع. وفي الحيوان ٤: ٥٣: «ممطولة في نفس العظم» .
[٥] الشنج: المتقبض. والنسا؛ بالفتح: عرق يمتد من الورك إلى الكعب. وهو مدح له، لأنه إذا تقبّض نساه وشنج لم تسترخ رجلاه. والعقّال، كرمّان، وقد تخفف القاف: داء يأخذ في رجل الدابة، إذا مشى ظلع ساعة ثم انبسط. وفي أسماء خيولهم «ذو العقّال»، سمّوه بذلك دفعا لعين السّوء عنه.
[٦] الفرسن، كزبرج: «الحافر من الدابة. وبعده الرسغ، ثم الوظيف ثم الساق. وفي الأصل: «المرسن»، وهو كمجلس ومقعد ومنبر: موضع الرسن على أنف الدابة، ولا وجه-