Pembina Islam: Muhammad dan Penggantinya
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
Genre-genre
العودة إلى مكة
ولما عدنا إلى مكة طفت حول البيت العتيق سبعة أشواط، طواف الحج، مرددا الأدعية التي أشرت إليها من قبل، وكذلك سعيت بين الصفا والمروة سبعة أشواط.
وإذن فقد قمت بجميع مناسك الحج، جعله الله حجا مبرورا.
فهل عرفتم الآن أيها القراء الكرام، كيف تصدق النية على الحج، وكيف عزمت وقلت: «لا بد من الحج.»
بين الأماكن المقدسة
لم تتح لي الظروف، وقد كنت كما شرحت لك بين الفوج الأخير من الحجيج، ولم يكن بيننا وبين موعد الحج بالصعود إلى عرفات إلا ساعات معدودات؛ لم تتح لي الظروف أن أزور الأماكن المقدسة في مكة بعد طوافي ببيت الله الحرام، وقيامي بالسعي بين الصفا والمروة، وهذه أولى مناسك الحج ومن أقواها دعامة وأركانا.
والآن وقد عدت إلى مكة بعد إتمام فريضة الحج، رأيت - مدفوعا بشعور روحي غريب - أن أسرع، فأمتع العين، وأغذي الروح بمرأى الأماكن المقدسة التي تتصل بذكريات الرسالة، والتي هي معالم دينية عزيزة لدينا نحن المسلمين أجمعين.
وفي مقدمة هذه الأماكن المقدسة المطهرة التي قصدت إليها، المكان الذي ولد فيه الرسول
صلى الله عليه وسلم .
وقفت فيه، وقد امتلأ قلبي بالخشوع وفاض بالإيمان، تمثلت في فكري وبدت في مخيلتي أولى الأضواء المحمدية التي شعت على الكون حين ولادة المصطفى، ثم استعرضت حياته - صلوات الله عليه وتسليماته - وهو طفل يتيم الأبوين، ولكن في رعاية عمه أبي طالب، ثم وهو غلام، وكيف اشتهر بين قريش بالأمانة والصدق، حتى لقد كان يسمى: بالصادق الأمين. وتمثلته مراهقا يمقت الأصنام ويكرهها أشد كراهية. وتمثلته قبيل النبوة حين كان يخلو إلى نفسه في «غار حراء»، بجوف الجبل، يتعبد ويناجي الواحد الخلاق.
Halaman tidak diketahui