فيها الصراتان: الصراة العليا، والصراة السفلى، وعليها القنطرة المعقودة بالجص والآجر المحكمة الوثيقة التي يقال لها: القنطرة العتيقة، لأنها أول شيء بناه، وتقدم في إحكامه، فتعرج من القنطرة ذات اليمين إلى القبلة إلى قطيعة إسحاق بن عيسى بن علي، وقصوره ودوره شارعة على الصراة العظمى من الجانب الشرقي. والطريق الأعظم بين الدور والصراة.
ومن قطيعة عيسى بن علي «1» إلى قطيعة أبي السري الشامي مولى المنصور، ثم الطاق المعقود عليه الباب المعروف بباب المحول فتصير منه إلى ربض حميد بن قحطبة الطائي «2» .
وربض حميد شارع على الصراة العليا، وهناك دار حميد وأصحابه وجماعة من آل قحطبة بن شبيب «3» ، ثم يتصل ذلك بقطيعة الفراشين، وتعرف بدار الروميين، وتشرع على نهر كرخابا، ثم تعود إلى الشارع الأعظم، وهو شارع باب المحول، وفيه سوق عظيمة فيها أصناف التجارات، ثم يتصل ذلك بالحوض العتيق، وهناك منازل الفرس أصحاب الشاه، ثم يستمر المسير إلى الموضع المعروف بالكناسة «4» ، فهناك مرابط دواب العامة، ومواضع نخاسي الدواب، ثم المقبرة القديمة المعروفة بالكناسة مادة إلى نهر عيسى بن علي الذي يأخذ من الفرات والدباغين، وبإزاء قطيعة الروميين
Halaman 34