Bismarck: Kehidupan Pejuang
بسمارك: حياة مكافح
Genre-genre
1
مع سكون، وكان يدارى سرا في أصغر أجزاء ألمانية وأدقها بدلا من أن يثار ببأس، فكنت تراه محاطا بأبخرة خانقة منبعثة من «غرف نظام الحكم الرصاصية بفينة» وتندلع النار الثورية من باريس مرة أخرى فتجاوز نهر الرين وتنظر أوروبة مبهوتة إلى انتشار الحماسة السياسية حتى بين الألمان، فإما أن يكون هذا الوقت هو الذي تحقق فيه الوحدة الألمانية بجانب الحرية وإما ألا يكون أبدا.
وذلك عمل جلل، وذلك فعل هائل؛ لاقتضائه انتزاع الحرية والوحدة من أسر إقطاعية مسلسلة مستعبدة، وكان الأمراء والعسكريون ورجال الدواوين وأصحاب السلطان معارضين للحرية، وكان الخلاف بين بروسية الألمانية الحديثة والنمسة اللاألمانية في ثلاثة أرباعها عقبة كئودا
2
في وجه الوحدة، وهكذا ختمت حركة سنة 1848 بنزاع بين الملكيين والديمقراطيين، وبين كبراء الألمان وصغرائهم، وإن انتهت بغنى في الأفكار وبإقامة حريات ظاهرة على جناح السرعة في «دساتير» كل من الإمارات الألمانية، وهكذا لم يكد عامان صاخبان يمضيان على ذلك التاريخ حتى بعثت المعبودات المحلية الألمانية مرة أخرى.
ولم يبق من مساعي كنيسة بولس (مجلس فرانكفورت الوطني)، ومن مرسومها في الحقوق الألمانية، ومن قوانين هذا البرلمان القومي الأول، ومن مبادئ دستوره ونظرياته، غير قصاصة ورق بلا تنفيذ، فقد نسفت النمسة وأعداء بروسية الآخرون كل شيء منذ البداءة، وذهبت جميع الجهود في توحيد ألمانية أدراج الرياح، ويعاد تأليف البندشتاغ القديم في حمى النمسة، وتصدر دعوات رسمية إلى افتتاحه في صيف سنة 1850.
وما خطب بروسية؟ لقد رفض فردريك ولهلم الرابع تاج ألمانية التالد الذي عرض عليه، فبحث عن الملجأ في روائيته على استحياء، وتقتصر مزاعمه حول زعامة ألمانية على جمع دويلات ألمانية الشمالية في اتحاد جمعا غير ثابت، وينحل برلمان إرفورت تجاه وعيد النمسة وروسية، وينطوي رفض إرسال مندوبين إلى البندشتاغ في فرانكفورت (الذي حل بالإجماع في سنة 1848) على استفزاز.
ولم يكن حاكم النمسة الجديد الأمير شوارزنبرغ ليطيق الإبهام، فلما انتحل ناخب هس الأمير - الذي أتعبه العمل وفق ما نص عليه دستور دويلته من مراقبة - نظام فينة الحكومي فأثار بهذا كبير استياء في دويلته تلك، ضمن له شوارزنبرغ الحماية من البندشتاغ، أو يمكن المرء أن يتمثل تحديا أوقح من هذا بعد الثورة بقليل زمن؟ وتحتج على ذلك بروسية التي هي رئيسة الاتحاد المنسوبة إليه هس، ويلوح شبح الحرب، وتبدو بروسية نصيرة الحرية! وتنظر ألمانية إلى تصرف بروسية ذلك بعين الارتياح ذات حين، ويحمل القائد والوزير ببرلين - رادوويتز - جذعه على عنقه رجلا لا قيصرا، وتصوب النمسة وبافارية سلاحهما نحو الكتائب البروسية، ويلوح دنو الساعة التي تزن به الدولتان المتنافستان قوتهما في القتال من أجل زعامة ألمانية، والتي تجران بها الجامعة الألمانية القديمة إلى الهاوية، وكان ذلك في شهر نوفمبر سنة 1850.
ويدعى بسمارك إلى الجيش المحلي ضابطا وإلى المجلس نائبا، وإنه لفي طريقه إلى برلين إذ يصعد إلى عربته عمدة قرية شائب، اشترك في حرب الإنقاذ سنة 1813، فيسأله: «أين الكتائب الفرنسية؟» ويدهش هذا المقاتل القديم حين يعلم أن العدو في هذه المرة هم النمسويون لا الفرنسيون، ويصل بسمارك إلى برلين ويزور وزير الحربية قبل غيره، ويعلم أن الكتائب البروسية هي من التفرق بما تسلم معه برلين إلى العدو بعد شهر الحرب، ويعد بسمارك ببذل جهده قبل اجتماع المجلس في الإيصاء بالاعتدال؛ وذلك لما ينجم عن الخطب النارية من تدهور الأمور، ولما تحتاج إليه بروسية من الوقت، ويتفق الملازم فون بسمارك مع الوزير على تأجيل لحقه بكتيبته، ويكتب إلى قائده قوله: «لقد استيقظت أمس صباحا فوجدتني مصابا بصداع كبير فلم أذهب ...» وهذا من أجل نفسه ومن أجل خادمه.
ويتحمس الأمير ولهلم للحرب، ويعجب برادوويتز الذي يعتزل الخدمة، ويروى أنه حل حسامه من حمالته وطرحه على قدمي أخيه قائلا مع القسم: «لا يستطيع المرء أن يخدم بشرف تحت إمرتك!» حتى إن رئيس أركان الحرب - مولتكه - كان يرى أن لدى بروسية أربعمائة ألف جندي مستعد للقتال، «وأن أسوأ الحكومات لا يقدر على سوق أولئك القوم إلى البوار، فستقبض بروسية على زعامة ألمانية على الرغم من كل شيء، ولكنك لا تبصر على وجه البسيطة أمة أشقى من الشعب الألماني!» بيد أن رادوويتز يسجل قبيل وفاته وفور سقوطه «رؤيا سنة 1900»، فنقرأ فيها قوله: «أرى بعث الإمبراطورية الألمانية برئاسة بروسية، وستعود فرنسة إلى حدودها الطبيعية بفقدها الألزاس، فلا يكون لديها ما تخافه لهذا السبب»، وعلى ما كان من بصر هذا الرجل بسياسة بسمارك كان بسمارك يدعوه بداهية بروسية الداعر.
Halaman tidak diketahui