Antara Agama dan Falsafah: Menurut Pandangan Ibn Rushd dan Para Filsuf Zaman Pertengahan
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Genre-genre
10
وإذن، فالتأويل ضروري لما يراه فيلون وأمثاله من أن الأنبياء تكلموا كثيرا بالمجاز سترا للحقيقة عن غير أهلها، إذن يكون فهم النص على حقيقته ليس مقدورا للجميع، ما دام طريق هذا هو التأويل الذي ليس مقدورا أو مسموحا به للناس جميعا.
وللتأويل أصول أوضحها فيلون وشدد في اتباعها، ومنها يتبين ما لكل من المعنى الحرفي والمعنى الخفي من قيمة لديه: (أ)
إنه يرى أن المعنى الحرفي يشبه الجسم، والمعنى الخفي يشبه الروح. (ب)
ومع هذا ينبغي ألا نهمل المعنى الحرفي، بل يجب أن نراعي الحرف والروح معا أو الظاهر والخفي؛ ولهذا يلوم الذين لا يلقون بالا لكل منهما، ويرى من الواجب العناية بهذا وبذاك، وذلك بما أنه من الواجب العناية بالجسم والروح معا.
على أن فيلون مهما يشدد في عدم إهمال الحرف، فإن تشبيهه له بالجسم بجانب المعنى الآخر الخفي الذي يشبه الروح، ويضاف إلى هذا بعض ما سنذكره له قريبا من المثل لتآويله التي تنزل بالمعنى الحرفي إلى العدم أحيانا، وكذلك ما يضفيه في بعض الحالات من تآويل تعارض تآويل أخرى مأثورة، إن كل هذا يجعلنا نرى بحق مع الأستاذ «برهييه» أن عبارة «قوانين التأويل المجازي» التي يكررها فيلون نفسه لا تعني أكثر من مبادئ عامة لا تنال من حرية من يأخذ في التأويل.
11
وفي الواقع إن فيلون يجعل من التأويل وسيلة ضرورية يحقق بها أغراضا لها قيمتها لديه، أو بعبارة أخرى لتتفق النصوص المقدسة مع آرائه الفلسفية: في الله، وفي خلق العالم، وفي النفس، وفي الدين بصفة عامة، الدين الذي يحرص الحرص كله على أن يأخذ صفة «العالمية»، لا أن يظل دينا لطائفة خاصة هم بنو إسرائيل، وهكذا بالتأويل المجازي الذي اصطنعه فيلون يستخرج ما في التوراة من فلسفة تظهر أنها عارية منها لو أخذت نصوصها حرفيا.
12
وإذن يرى فيلون أن من الضروري تأويل النصوص التي تثبت بظاهرها لله ما لا يليق به من الصفات والأحوال: كالتجسيم، والكون في مكان، والكلام بصوت وحروف، والندم، وهو في هذا يقول: الله لا يأخذه الغضب ولا يندم ولا يتكلم بحروف وأصوات، وليس له مكان خاص يقر فيه.
Halaman tidak diketahui