Antara Agama dan Falsafah: Menurut Pandangan Ibn Rushd dan Para Filsuf Zaman Pertengahan
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Genre-genre
Carian terkini anda akan muncul di sini
Antara Agama dan Falsafah: Menurut Pandangan Ibn Rushd dan Para Filsuf Zaman Pertengahan
Muhammad Yusuf Musa d. 1383 AHبين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Genre-genre
57
ولكن لنا أن نتساءل: وهذه الطباع التي هيأتهم للضلال، من الذي خلقها فيهم؟ وهذه الأسباب التي قادتهم إليه، من الذي كان السبب الأول فيها؟
على أن فيلسوفنا كان جد موفق في تأويل الآية الأخرى التي تقول:
ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها . إنه يرى أن ما يكون خيرا للأكثر من الناس قد يكون سببا لشر - هو هنا الضلال مثلا - يصيب الأقل، فليس من الحكمة ألا يخلق هذا الذي يكون منه الخير للأكثر كي لا يكون بسببه الشر للأقل، بل خلقه والأمر هكذا يكون عدلا كل العدل،
58
ولهذا جاء في آية أخرى (سورة البقرة: 26) قوله تعالى:
يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين .
وفي الحق لو لم يجئ الإسلام وينزل الله القرآن على محمد،
صلى الله عليه وسلم ؛ ليخرج الناس به من الظلمات إلى النور، لما صار من كفر به إلى الضلال الأبدي والخلود في النار، ولكنه كان من أعظم الخير والعدل للبشرية جميعا أن جاء هذا القرآن الذي هدي به أضعاف أضعاف من كان سببا عارضا لإمعانهم في الضلال والكفر، فالله إذن لم يقصد قصدا أوليا أولئك الذين كفروا به، ولكن أراد الخير الكامل والسعادة التامة لأمة رسوله المصطفى، وإن كان سببا لشقاء من كفروا به.
ومن الواضح بعد هذا كما يقول ابن رشد نفسه، أن نتصور «كيف ينسب إلى الله الإضلال مع العدل ونفي الظلم، وأنه إنما خلق أسباب الضلال؛ لأنه يوجد عنها غالبا الهداية أكثر من الضلال.»
Halaman tidak diketahui
Masukkan nombor halaman antara 1 - 184