Di Antara Dua Istana

Najib Mahfuz d. 1427 AH
12

Di Antara Dua Istana

بين القصرين

Genre-genre

فابتسم السيد في رضا وقال بصوت خفيض: أستغفر الله يا شيخ عبد الصمد ...

فبادره الشيخ قائلا: لا تتعجل، إن مثلي لا يلقي الثناء إلا تمهيدا لقول الحق، على سبيل التشجيع يا بن عبد الجواد.

فلاح الاهتمام والحذر في عيني السيد وتمتم قائلا: ربنا يلطف بنا.

فأشار إليه بسبابته العجراء، وتساءل فيما يشبه الوعيد: ماذا تقول، وأنت المؤمن الورع، في ولعك بالنساء؟!

كان السيد معتادا لصراحته فلم ينزعج لانقضاضه، وضحك ضحكة مقتضبة، ثم قال: ما علي من ذاك، ألا يحدث رسول الله

صلى الله عليه وسلم

عن حبه للطيب والنساء؟

فقطب الشيخ ومط بوزه محتجا على منطق السيد الذي لم يعجبه، وقال: الحلال غير الحرام يا بن عبد الجواد، والزواج غير الجري وراء الفاجرات.

فمد السيد بصره للاشيء وقال بلهجة جدية: ما ارتضت نفسي يوما أن تعتدي على عرض أو كرامة قط، والحمد لله على ذلك.

فضرب الشيخ ركبتيه بيديه وقال بغرابة وباستنكار: عذر ضعيف لا ينتحله إلا ضعيف، والفسق لعنة ولو يكن بفاجرة، كان أبوك رحمه الله مولعا بالنساء، فتزوج عشرين مرة فلماذا لا تنتهج سبيله وتتنكب طريق المعاصي؟!

Halaman tidak diketahui