Bayan Sarih
البيان الصريح والبرهان الصحيح في مسألة التحسين والتقبيح
Genre-genre
الثاني: من المسالك الضعيفة من قال زيد في الدار ولم يكن زيد فيها فالعلة لقبح هذا القول إما لذاته وحده، أو مع كون عدم زيد في الدار إذ لاقائل بقسم الثالث والقسمان باطلان، فالأول لا يستلزم قبحه وإن كان زيد في الدار.
والثاني: لأنه يستلزم كون العدم جزاء على الوجود.
قلنا: قد يكون قبحه مشروطا بعد كون زيد في الدار والشرط لا يمنع أن يكون عدميا.
الثالث: قبحه أي قبح الكلام الكاذب لكونه كذبا إن قام بكل حرف منه فكل حرف كذب إذ المفروض أنه يتصف بالقبح المعلل بالكذب فهو خبر لأن الكذب من صفات الخبر، وبطلانه ظاهر، وإن قام بالمجموع فلا وجود له لترتبهما أي لترتب الحروف ولتقضي المتقدم منها عند حصول المتأخر، وإذا لم يكن للمجموع وجود فكيف يتصور اتصافه بالقبح الذي هو صفة ثبوتية فالمتصف ردد في نفس القبح هل هو قائم بكل حرف أو لمجموعها؟.
وأما الآمدي فإنه قال: لو كان الخبر الكاذب قبيحا عقلا فالمقتضي لقبحه إما أن يكون صفة لمحموع حروفه أو لأحدها، والأول باطل؛ لأن ما لا وجود له يتصف بصفة مقتضية لأمر ثبوتي؛ لأن المقتضي له لا بد أن يكون ثبوتيا فلا يكون صفة للعدم، والثاني باطل أيضا؛ لأن مقتضي القبح في الخبر الكاذب إنما هو الكذب ولا يمكن قيامه بكل حرف، وإلا كان كل حرف خبرا وهو محال أيضا.
Halaman 91