ونحن نستغفر الله من التقصير في رد هذا المذهب القبيح ولكن ظهور قبحه للعقول والنظر أقوى شاهد على رده وإبطاله، ولقد كان كافيا في رده نفس تصوره وعرضه على عقول الناس وفطرهم.
وليتأمل اللبيب الفاضل ماذا يعود على نظر المقالات والتعصب لها والتزام لوازمها وإحسان الظن بأربابها بحيث يرى مساوئهم محاسن، وإساءة الظن بخصومهم بحيث يرى محاسنهم مساوئ كم قد أفسد هذا السلوك من فطرة وصاحبها من الذين يحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون.
ومنها: أن قبح القول بالتثليث ثابت بالعقل واستدل الله به في كتابه الكريم حيث يقول: {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون} وحيث يقول: {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا} وحيث يقول: {ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون} وحيث يقول:{ لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}.
Halaman 34