Balagha Casriyya dan Bahasa Arab
البلاغة العصرية واللغة العربية
Genre-genre
وكلمة إقطاع تسمى في أوروبا حين نعني النظام «فيوداليتيه» وهذه الكلمة مشتقة من «فيودوم» اللاتينية بمعنى الماشية أو الملك، وكلمة فدان عندنا تعني الماشية أو الملك، ويستطيع أي قارئ عربي أن يجد هذا المعنى في أي معجم عربي، أما معنى المساحة الذي ننسبه إلى هذه الكلمة فليس له أساس في الأصل اللاتيني، ومعنى هذا أن نظام الإقطاع قد ساد في مصر قبل دخول العرب، ولكني أظن أن العرب قد خففوه ثم عاد بقوته في الظلم أيام الأتراك والمماليك.
وكانت ثقافة هذا النظام في الشرق العربي تشبه ثقافته في أوروبا أيام القرون الوسطى؛ أي كانت ثقافة إقطاعية.
الثقافة الإقطاعية هي ثقافة الاستقرار والركود والسكون ، وليست ثقافة الحركة والنهضة والتغير والتطور.
الثقافة الإقطاعية سواء في أوروبا أو في الشرق العربي أيام القرون الوسطى هي تأليف الكتب في العقائد الدينية والمناقشات الدينية، ثم درس القدماء مثل الإغريق والاستعانة بأساليبهم الجدلية لتأييد الدين، ومثال ذلك أن ابن رشد على الرغم من نوازعه التجديدية يقول عن أرسطو طاليس إنه أعظم عقل ظهر في الدنيا.
وكذلك البرلمان الفرنسي في القرن السادس عشر قد سن قانونا لمعاقبة كل من ينتقد أرسطو طاليس بالحبس، واحترام القدماء بأشخاصهم وعقائدهم هذا هو المبدأ الأول في الثقافة الإقطاعية، وليس لنا أن نستغرب ذلك؛ فإن نظام الامتلاك الإقطاعي واستبعاد الفلاحين إنما ينهضان على التقاليد والتاريخ وكلاهما قديم؛ ولذلك يتساوق تفكير الكتاب والأدباء مع الحال الاجتماعية القائمة.
واحترام اللغة القديمة واحترام التقاليد القديمة وعبادة السلف الصالح وكل ما يتصل بهذه الاتجاهات؛ تنبني منه الثقافة الإقطاعية، وهي - بالضرورة - يجب أن تكون ثقافة راكدة لا تنطوي على معنى الارتقاء أو التطور؛ لأن فيهما معنى التغيير للمجتمع هذا التغيير الذي لم يكن من المستطاع التفكير فيه.
وإذا كنا نجد تفكيرا ارتقائيا في ابن حزم أو ابن خلدون أو ابن رشد أو ابن ميمون أو غيرهم؛ فإنه مما لا شك فيه أنهم كانوا متأثرين بوسط آخر غير الوسط الإقطاعي الزراعي، فإن أبناء ابن ميمون مثلا كانوا يقومون بالتجارة ما بين الهند والأندلس؛ أي أن عقليتهم كانت تجارية.
أما حين يكون الوسط إقطاعيا فإن من المحال - أو يكاد يكون من المحال - أن يظهر أديب يفكر في المستقبل أو الارتقاء والتطور اللذين لا يدخلان في ضمير الكاتب أو الشاعر أو الأديب إلا في وسط تجاري أو وسط صناعي.
وقد أنجبت الأوساط التجارية عند العرب والأوروبيين بعض الكتاب المبتكرين ولكن في قلة غمرتها الأخلاق والأساليب الفكرية الإقطاعية. •••
حين يتغير الوسط الاجتماعي الاقتصادي؛ بأن تنتقل الأمة مثلا من إنتاج المواد الخام الزراعية - كما كنا نفعل إلى وقت قريب - إلى انتاج المصنوعات والأخذ بالتجارة؛ تتغير أيضا الثقافة من احترام القدماء في الأدب والتزام اللغة القديمة ومدح الملوك والأثرياء والأعيان بالخرافات والتهالك على الألقاب إلى أدب جديد يدخل الشعب بل المرأة أيضا في حسابه؛ لأن الشعب يبقى منسيا طوال الإنتاج الزراعي الإقطاعي ولكنه يظهر في نظام الصناعة والتجارة هذا النظام الذي يدفع المرأة أيضا إلى العمل والإنتاج في المصنع والمتجر ويحررها.
Halaman tidak diketahui