Laut Mediterranean: Takdir Laut
البحر المتوسط: مصاير بحر
Genre-genre
لقي الأغارقة في البحر المتوسط خصمين: الفنيقيين والإتروريين، وطفق هؤلاء الأقوام الثلاثة يتصادمون بعيدين من أوطانهم الأصلية، وقد كانت مصادماتهم حروبا استعمارية حقيقية يكتب الفوز فيها للأكثر مهارة .
ويفترض أن هجرة مهمة تمت قبل الميلاد بألف سنة فجاءت إيطالية بالإتروريين الذين هم ثالث أمة بحرية من أمم البحر المتوسط. ويمكن المؤرخ، إذا ما لاح له، أن يقرب بين غزو الإتروريين من الشمال وحملة الأرغنوت التي هي أول حملة بحرية ذات مسحة شعرية حماسية. ويرى بعضهم أن الإتروريين منحدرون من التوسكان الذين يعتقد مجيئهم من آسية الصغرى والذين هم شعب من القراصين ظريف قليل العدد نزل إلى إيطالية حوالي السنة الألف قبل الميلاد، كما هو أمر النورمان في السنة الألف بعد الميلاد. ومن الإنصاف أن تصدق الأسطورة القائلة إن إينة وصل من تروادة إلى إيطالية وصار جد الرومان الطلاينة فكانت رابطة بين دورين أسطوريين.
ومهما يكن الأمر فإن الشعب الإتروري البارع الماهر سيطر على المنطقة الواقعة بين البو وخليج ساليرم بعد نزعها من الأغارقة والفنيقيين. ومع ذلك فإن الإتروريين أنفسهم كانوا عرضة من الشمال لهجوم السلت، ومن الجنوب لهجوم اللاتين الذين يوسعون نطاق فتوحهم ببطء وطيد.
وفي تلك القرون نضدت طبقات متجددة على الدوام في قالب إيطالية، واليوم تقطع كالأقراص، فلا يعجب إذن إذا ما غدا تبين مختلف الطبقات أمرا متعذرا بعد ثلاثة آلاف سنة. وكل ما يمكن الباحث أن يجده في أرض تروادة الصغيرة ليس سوى ألهية خيال عند النظر إلى ذلك البلد الواسع. ومن ذا الذي يستطيع أن يعين الدور الذي اختلطت به عروق إيطالية اللاآرية الأصلية؛ أي الليغوريون والتيرينيون، وعروق سردينية وقورسقة بالمهاجرين من إتروريين وفنيقيين، وأن يبين نسبة جميع تلك العروق؟
وكيفما كان الحال، فإن سكان رومة لم يكونوا آريين خلصا، فليس من الرأي أن ينظر إلى الأمر من حيث الدم بل من حيث اللغة.
وكانت رومة، حوالي سنة 600 قبل الميلاد، تبدو مدينة إترورية، وكانت كلمة «رومة» تدل على معنى «العالي»، ومن الصواب أن يرى أن الإتروريين، لا الأغارقة، هم مربو رومة. ولما طردت قبيلة الرومان بعدئذ هؤلاء الزراع والرعاة الجفاة فابتلعت الإتروريين، كانت قد تعلمت الشيء الكثير منهم، كانت قد تعلمت منهم حتى فن الملاحة الذي كان معلوما لديها قليلا في بدء الأمر.
ومن نتائج سيطرة ملوك الإتروريين في قرن أن تخلقت رومة بأخلاق الأجانب، بأخلاق اللوديين على الراجح، وليست العيافة والطيرة بطيران الطيور وكبد الحيوانات، وليس لبس الحلة، وكرسي الحكام، والحزم
100
التي اشتق منها اسم الفاشية، والقوس المدورة التي عرفت فيما بعد بالقوس الرومانية، إلا أمورا إترورية. ومن الواضح كذلك أن الانتصارات التي تنتهي بقتل الأسارى، وأن الطقوس الدامية، من أصل آسيوي؛ ولذا تختلف أخلاق رومة الفطرية عن أخلاق الأغارقة.
وهكذا تفسر المتناقضات في حياة الإتروريين، كما يدل عليها ما وجد في القبور من الآثار، ما وجد من خمار
Halaman tidak diketahui