فصل [القرآن أفضل الكتب المنزلة] والقرآن أفضل كتب الله تعالى المنزلة على الأنبياء عليهم السلام بإجماع المسلمين ولقوله تعالى: [ ] {مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه}(1) أي: متفضلا عليه، وأن الله تعالى لشرفه عنده تولى حفظه دون غيره من الكتب، فقال تعالى: [ ] {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}(2) ولأن الذي نزل عليه القرآن هو سيد المرسلين فليكن ما أنزل عليه من الكتب سيدها.
فصل [ ]
ويجب التصديق والاعتقاد أنه كلام الله، وأنه لا تناقض فيه، وأنه أفضل الكتب، وأنه مصدق لما تقدمه من الكتب، وأن الله تولى حفظه؛ وإنما قصه الله تعالى فيه من أخبار البعث والحساب والمحشر والجنة والنار والصراط والموازين والخلود في الجنة أو النار ومن يستحقهما من المكلفين ويستحق الجنة من غير المكلفين بعوض الموت وجميع أخبار الغيوب من ماض ومستقبل وحال؛ فإنه يجب على كل مكلف اعتقاد كون ذلك صدقا وحكمة ومقطوعا بحصوله لا خلف لشيء منه؛ لأن الله تعالى لا يكذب وقد وعد وتوعد، وقال تعالى في القرآن بجميع ذلك، ولا يتم إسلام عبد إلا باعتقاد صدقه -تعالى- في كل ما قال وقصه في القرآن على لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ويقر بذلك إقرارا معربا به عما في قلبه.
Halaman 66