فصل [القرآن معجز] وهو معجز كله وأقل المعجز سورة من أقصر المفصل ودليل كونه معجزا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم [15ب] كان يتحدى به العرب بأمر الله تعالى له بأن يتحداهم بسورة منه فلم يقدروا مع توفر دواعيهم إلى معارضته، وحرصهم على إطفاء نور نبوته صلى الله عليه وآله وسلم مع أن القرآن نزل على لغتهم العربية ومؤلف من الحروف العربية التي ينطقون بها في كلامهم فعجزوا وعدلوا إلى المحاربة غيظا وحسدا لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم.
فصل [القرآن: مخلوق وليس بقديم]
وهو مخلوق وليس بقديم لأن الله تعالى لا ثاني معه يشاركه -تعالى- في القدم خلافا لبعض الفرق؛ فقالوا: هو صفة لله تعالى في نفسه تعالى قديم.
قلنا: المعاني لا تحل إلا في الأجسام وهو تعالى ليس بجسم وأيضا فإنه مرتب منظوم بعضه في إثر بعض وذلك علامة الحدوث عند جميع العقلاء، وقد قال تعالى:[ ] {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون}(1) فيلزم من قال بقدمه الكفر؛ لأنه إن قال بقدمه وهو غير الله تعالى لزمه أن يجعل مع الله ثانيا، وإن قال هو في نفس الله تعالى جعله تعالى محل للأعراض -تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا- ونحن نقول: القرآن من جملة معلومات الله تعالى التي لا يزال تعالى عالما بأنه سيوجدها قبل إيجاده تعالى لها.
Halaman 65