227

Badr Munir

البدر المنير في معرفة الله العلي الكبير

Genre-genre

Fikah Syiah

فأما إطعام الظلمة وإنزالهم فيجوز إطعامهم وإنزالهم المنازل وقد يجب إطعامهم وإنزالهم في غير وقت محاربتهم لأهل الحق لخشية تلفهم أو ضررهم من حر أو برد أو جوع أو عطش أو مروءة كرم ودفع مذمة؛ وهذا كله من أعمال البر وشرف النفس وأخلاق الأنبياء والأئمة والأوصياء والصالحين، وفي ذلك كله يقول الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} في الوجوب، وقوله تعالى في الجواز مع الوجوب حيث يجب: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين * إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون}(1)، وقوله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((في كل كبد حراء أجر))(2) وقوله -صلى الله عليه وآله وسلم في المروءة ودفع الإهانة عن النفس بفعل ما أحل الله تعالى لها من الأمور العالية الشريفة وما يجر إليها مما أحل الله تعالى ولم يؤدي إلى دخول فيما حرم الله تعالى وفي ذلك يقول -صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا ينبغي لمؤمن أن يهين نفسه إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها))(3) فيجوز ويجب لما ذكرنا من الأدلة ورد سلامهم يجب إذا ابتدأوا لقوله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} ولم يفصل لكن أحسن منها لا يجوز إلا في حق المؤمن وفي حق غيره المثل؛ لأن في ترك رد سلامهم إسقاط مروءة وخسة وتعريض للإنسان بنفسه إلى سبهم وإيهام التجبر وذلك لا يجوز تعمده والتعرض له لما قدمنا من الأدلة.

وأما ابتداءهم بالسلام لغير جرهم إلى الخير ودعاءهم إليه ولا لدفع الضرر أو التلف فذلك حرام لقوله تعالى: {السلام على من اتبع الهدى} وليسوا بالمتبعين، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ألقوا الفساق بوجوه مكفهرة))(1) ويجب أن يوطن الإنسان نفسه في أحوال معاملتهم هذه كلها الجائزة والواجبة أنه لا يقع في شيء من مفاسدهم المضلة بسبب ذلك.

Halaman 297