قلت: وقد قررنا فيما سيأتي -إن شاء الله تعالى- أن آباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل بعثته نبيا كانوا على دين إبراهيم، والمقصود ما اشتهر منه، واشتهرت كيفية العمل فيه حتى التحق بالعقليات، كالصلاة إلى الكعبة، والطهارة، والحج، والصوم، والزكاة، والنكاح، والذبائح، وتحريم أموال من أسلم من الناس، وتحريم الزنا، وشرب الخمر، وتحريم النكاح من غير ولي وشهود عدول، وهو صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك حتى بعثه الله نبيا، وجعل سبحانه له شريعة جديدة ناسخة لجميع الشرائع، وتعبده بعد ذلك بها دون غيرها.
منها ما وافق الشرائع المتقدمة فيما لا تختلف فيه الشرائع.
ومنها ما خالفها فيما تختلف فيه الشرائع، هذا هو المعمول عليه والله أعلم بالصواب.
Halaman 158