115

Badr Munir

البدر المنير في معرفة الله العلي الكبير

Genre-genre

Fikah Syiah

فصل [في أن الملائكة أفضل من الأنبياء (ع) والاختلاف حول ذلك] الملائكة عليهم السلام أفضل من الأنبياء عليهم السلام لقوله تعالى: {لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون}(1) وفي شاهد العقل أنه إذا قيل فلان مع فضله الذي يعتقدون لا يستنكف عن عبادة الله تعالى ولا يستنكف فلان المقرب من الله تعالى في المزية أعظم منه وهذا فائدة العطف على عيسى عليه السلام فكأنه قال تعالى لن يستنكف عيسى مع فضله الذي يعلمون أن يكون عبدا لله ولا من هو بالفضيلة أكبر منه بأن يكون من الملائكة المقربين فقال تعالى: {ولا الملائكة المقربون} يعني تعالى قربا في المنزلة العظيمة أعظم من قرب عيسى عليه السلام لفضلهم عنده تعالى ولأن الله [31أ] تعالى قال فيهم إنهم لا يعملون شيئا ولا يقدمون ولا يحجمون إلا بأمره تعالى فقال تعالى حاكيا عنهم: {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا}(2) فانظر في هذا الكلام الشريف والامتثال المنيف، والانقياد الذي لم يحكي تعالى جنسه على الإطلاق إلا في الأقل من غيرهم ولقوله تعالى: {قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم ولا أقول لكم إني ملك}(3) يعني تعالى قل لهم يا محمد لا أدعي أني ملك مقرب في أعظم منزلة كالملائكة يعني بل أنا دونه فلا أدعي ما ليس لي بحق، ولأن تكليفهم أشد وأعمارهم أطول مع صبرهم على الطاعة وهم يستريحون بالنسمة عنها كغيرهم وهم أفضل من المؤمنين بالأولى والأحرى.

Halaman 147