فأطرق فؤاد متعجبا يكاد يضحك من طريقة الرجل في وصفه وقال غير ناظر إليه: أكمل شهادتك.
فقال: إنه قد فرغ منها، مع أنه لم يذكر اسم ذلك اللص الذي لمحه، فسأله فؤاد: ألست تقول إنك لمحت اللص؟
فأجاب الرجل: بلا شك.
فصاح فؤاد: ولم لا تذكر اسمه؟
فقال في شيء من الارتباك: إنك لم تسألني عن اسمه.
فتمالك فؤاد نفسه وسأله: أتقول إنك رأيته؟
فأجاب مؤكدا: بغير شك.
فقال فؤاد وهو يحاول أن يمسك نفسه: وهل كانت الليلة مقمرة؟
فأجاب الرجل: لا، ولكني حارس تعودت أن أبصر في أحلك الظلام.
فنظر فؤاد إليه نظرة طويلة وهو يجاهد ألا يظهر ما في نفسه من الشكوك، فأغضى الرجل في ارتباك ثم حول وجهه عنه كأنه يبحث عن نجدة قريبة.
Halaman tidak diketahui