Kertas-Kertas Hidupku (Bahagian Pertama)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
Genre-genre
تفتش عن الأظافر غير المقصوصة، تنظر بعينيها الزرقاوين من وراء النظارة البيضاء بين الأصابع أو تحت الأظافر، بطرف المسطرة تفلق شعر الرأس، عيناها الضيقتان تبحثان عن القملة الصغيرة، مثل رأس دبوس الإبرة، أو بيضة القملة «السبانة» الأصغر حجما من القملة، تدس أنفها الطويل (المقوس الأحمر) تحت المريلة، تتشمم ملابس البنت الداخلية، ترفع طرف المريلة ببوز المسطرة تكشف عن القميص الداخلي أو السروال.
كان معنا في الفصل تلميذة اسمها «فاطمة» بنت المأمور، تقف في أول الطابور، تبتسم مس هيمر في وجهها وتقول لها: جود مورننج فاتيما. - جود مورننج مس هيمر.
تمر علينا دون أن تفتشها، لم تفتش تلميذة أخرى اسمها إيزيس ابنة الدكتور مفتش الصحة، ولم تفتش «سارة» ابنة كوهين صاحب محلات الصاغة، وتفتش خديجة ابنة الحاج محمود وغيرها من التلميذات الفقيرات، تلسعهن على أصابعهن بالمسطرة، أو تخرجهن من الطابور .
فوق وجهي تمر عيناها الزرقاوان في برود وصمت، لم تبتسم لي أو تقول لي جود مورننج، لم تفتشني أيضا (لأني بنت المفتش)، لم يكن أبي يفتش على هذه المدرسة، يأتي إلى مكتب الناظرة أحيانا، شكاوى في جيبه من أولياء الأمور عن الإهمال في تعليم اللغة العربية أو الدين الإسلامي، بعض الشكاوى لآباء يخشون على بناتهم المسلمات من قراءة الإنجيل في طابور الصباح.
قبل أن تنصرف الطوابير كانت مس هيمر تصعد إلى المنصة العريضة العالية، تمسك بين يديها الإنجيل (باللغة الإنجليزية)، تقرأ هذه الآيات والتلميذات والمدرسات يرددن وراءها:
Our Father Which are in Heaven, Hallowed be gouy name.
The kingdom come, The will be done in earth as it is in heaven, Give us this day our daily bread, Forgive us our debtors as we forgive our debtors, And not lead us into temptation, but deliver us from evil: for thine is the kingdom, and the glory, forever, Amen.
وتهبط مس هيمر من فوق المنصة، تصعد مكانها واحدة من المدرسات، تقرأ هذه الفقرة من الإنجيل باللغة العربية والتلميذات يرددن وراءها:
أبانا الذي في السموات، ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك في السماء كذلك على الأرض. خبزنا كفانا، أعطنا اليوم. واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا. ولا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشر. لأن لك الملك والمجد إلى الأبد. آمين.
لم يكن أبي مثل غيره من الآباء في منوف، لم يكن يرى أن قراءة الإنجيل فها ضرر، بل إنها واجب، الإنجيل واحد من كتب الله الثلاثة، الإنجيل والتوراة فيهما هدى للناس ونور، هكذا قال الله في القرآن.
Halaman tidak diketahui