فقالت: «كلا، فإنها مسافة دقيقة على الأقدام إلى بيتي.»
فقال بصوت منخفض وهما يسيران نحو الباب: «ألست خائفة من أن تتركيني وحدي معها؟»
وبينما هي تنظر إليه وتقول: «يا ستيفن!» جثا على ركبته أمامها، وقال: «أنت ملاك يا راشيل، جئت إلى البيت وقد استبد بي اليأس، وليس بمقدور أي إنسان أن يساعدني، ثم رأيت زجاجة السم على النضد .. لا أحد يعرف ماذا كنت سأفعل بنفسي، أو بها، أو بكلينا.»
قالت: «كف عن الكلام!» ووضعت كلتا يديها على فمه لتمنعه أن يتكلم. ووجهها مملوء بالرعب، ثم ألقت عليه تحية المساء بصوت متهدج، وخرجت إلى الشارع.
هبت الريح من الناحية التي سيبزغ منها النهار، وما زالت تهب بعنف، وجعلت السماء صافية أمامها، وكف المطر عن الانهمار، وذهب إلى مكان آخر، وتألقت النجوم في السماء، ووقف ستيفن عاري الرأس في الطريق يراقب اختفاء راشيل السريع.
وكما هي النجوم المتألقة بالنسبة إلى الشمعة الصغيرة، التي في النافذة، كذلك كانت راشيل بالنسبة إلى هذا الرجل، في أحداث حياته المحزنة.
الباب الرابع عشر
الصانع العظيم
سار الوقت في كوكتاون مثلما تسير آلاتها، فكم من مواد صنعت! وكم من طاقات استعملت! وكم من أموال جمعت!
كذلك طال الوقت مثلما زاد طول ثوماس الصغير ثلاثين سنتيمترا عما لاحظه أبوه آخر مرة.
Halaman tidak diketahui