فقال جبل: لا تقض بلا دليل كما يفعل زقلط معكم.
فصاح دعبس: لا بد من تأديب ابن الخطافة.
فصرخ كعبلها : يا دعبس يا ابن بياعة الفجل!
وثب دعبس على كعبلها فنطحه فترنح كعبلها وسال الدم من جبينه، وراح يكيل له الضربات غير مبال بزجر الواقفين، حتى غضب جبل فانقض عليه وقبض على عنقه بشدة. وعبثا حاول دعبس أن يتخلص من قبضة جبل فقال بصوت مبحوح: أتريد أن تقتلني كما قتلت قدرة؟!
فدفعه جبل بقوة فارتمى على الجدار وراح يحدق فيه بحنق وغيظ. وردد الرجال أبصارهم بين الرجلين، وتساءلوا: أجبل حقا هو الذي قتل قدرة؟ وقبله ضلمة وصاح عتريس: «فلتحل بك البركة يا خير آل حمدان!» وقال جبل لدعبس حانقا: لم أقتله إلا دفاعا عنك!
فقال دعبس بصوت منخفض: لكنك استحليت القتل.
فصاح ضلمة: يا لك من جاحد يا دعبس، اخجل من نفسك يا رجل!
ثم وهو يجذب جبل من ذراعه: ستنزل ضيفا علي في شقتي .. تعال يا سيد آل حمدان!
طاوع جبل يد ضلمة لكنه شعر بأن الهاوية التي انفتحت اليوم تحت قدميه لا قرار لها.
وهمس متسائلا في أذنه وهما يسيران معا: ألا يوجد سبيل إلى الهرب؟
Halaman tidak diketahui