ولم تفلح زفرات الخريف الرطيبة في تلطيف هذا الجو المشحون بالنوايا الدموية فهتف زقلط: الجريمة تنادينا بصوت سوف تسمعه الحواري المجاورة وما الكلام إلا مضيعة للوقت.
لكن جبل قال بإصرار: رجال حمدان في بيوتهم مسجونون!
فضحك زقلط بصوته دون وجهه وقال ساخرا: فزورة حلوة!
ثم وهو يستريح في مجلسه ويتحداه بنظرة نافذة: لا يهمك إلا تبرئة أهلك!
ومع أن جبل بذل جهدا صادقا لشكم غضبه إلا أن صوته احتد وهو يقول: يهمني الحق. إنكم تعتدون لأوهى الأسباب، وأحيانا بلا سبب، وما همك الآن إلا الحصول على إذن لإحداث مذبحة في قوم مسالمين.
وتبدى الحقد في عيني زقلط وهو يقول: أهلك مجرمون، قتلوا قدرة وهو يدافع عن الوقف!
فالتفت جبل نحو الأفندي وقال: يا سيدي الناظر لا تسمح لهذا الرجل بإشباع شراهته الدموية.
فقال الأفندي: إذا ضاعت هيبتنا ضاعت حياتنا!
وتساءلت هدى، وهي تنظر نحو جبل: أتريد أن ندفن أحياء في حارتنا؟
فقال زقلط بحنق: إنك تنسى فضل أصحاب الفضل عليك وتذكر المجرمين.
Halaman tidak diketahui