قال زقلط: يا حضرة الناظر، قتل آل حمدان فتوتهم قدرة.
وركز بصره في الناظر ولكنه كان يرى في الوقت نفسه هدى هانم إلى يمينه وجبل إلى يمينها. وبدا أن الأفندي لم يفجأه الخبر؛ إذ قال: بلغتني أنباء عن اختفائه، ولكن هل يئستم حقا من العثور عليه؟
قال زقلط وكان نور الضحى الذي يقتحم باب البهو يؤكد سماجة ملامحه: لن يعثر عليه وأنا خبير بهذه المكائد.
فقالت هدى بعصبية وهي تلحظ وجه جبل الذي راح ينظر إلى الجدار المواجه له: لو صح أنه قتل لكان ذاك حدثا خطيرا!
فقال زقلط وهو يشد على أصابعه المتشابكة: ويقتضي عقابا شاملا، أو قولوا علينا وعليكم السلام!
فلعبت أصابع الأفندي بحبات مسبحته وقال: إنه يمثل هيبتنا!
فقال زقلط بتركيز مقصود: ويمثل الوقف كله!
وخرج جبل من صمته قائلا: لعلها جريمة مزعومة لم تقع.
واندلع الغضب في صدر زقلط لدى سماعه صوت جبل، فقال: لا ينبغي أن نضيع الوقت في الكلام. - هات دليلا على مقتله.
فقال الأفندي بلهجة اصطنع لها القوة؛ ليخفي ما وراءها من ارتياب: لا يختفي أحد من أبناء حارتنا على هذا النحو إلا إن كان قتل!
Halaman tidak diketahui