At-Tawdih ar-Rashid fi Sharh at-Tawhid
التوضيح الرشيد في شرح التوحيد
Genre-genre
الشَّرْحُ
- النَّشْرُ: لُغَةً؛ خِلَافُ الطَّيِّ، وَالنَّشْرُ: التَّفرِيْقُ، وَالنُّشْرَةُ بِالضَّمِّ: رُقْيَةٌ يُعالَجُ بِهَا المَجْنُوْنُ وَالمَرِيْضُ وَمَنْ كَانَ يُظَنُّ أَنَّ بِهِ مَسًّا مِنَ الجِنِّ، وَقَدْ نَشَرَ عنه؛ إِذَا رَقَاهُ. (١)
- مُنَاسَبَةُ البَابِ لِمَا قَبْلَهُ هُوَ مِنْ جِهَتَيْنِ:
١) الرَّدُّ عَلَى شُبْهَةِ إِتْيَانِ النَّاسِ إِلَى السَّحَرَةِ وَالكُهَّانِ بِقَصْدِ حَلِّ السِّحْرِ عَنِ المَسْحُوْرِ.
٢) بَيَانُ المَشْرُوْعِ فِي ذَلِكَ - عِوَضًا عَنِ المَذْمُومِ - كَمَا تَجِدُهُ فِي كَلَامِ ابْنِ القيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
- قَوْلُ المُصَنِّفِ ﵀ (بَابُ مَا جَاءَ فِي النُّشْرَة): يَعْنِي مِنَ التَّفْصِيْلِ؛ وَأَنَّ مِنْهَا المَذْمُوْمُ وَمِنْهَا المَأْذُوْنُ؟
- قَوْلُهُ (سُئِل عَنِ النُّشْرَة): (أَلْ) هُنَا لِلْعَهْدِ، أَيْ: النُّشْرَةُ المَعْرُوْفَةُ فِي الجَاهِلِيَّةِ الَّتِيْ كَانُوا يَسْتَعْمِلُوْنَهَا فِي حَلِّ السِّحْرِ، وَهِيَ حَلُّ السِّحْرِ بِاسْتِخْدَامِ الشَّيَاطِيْنِ وَبِالسِّحْرِ؛ كَالعُقَدِ وَالنَّفْثِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، وَلَيْسَتْ (أَلْ) هُنَا لِلاسْتِغْرَاقِ! وَذَلِكَ لِمَا ثَبَتَ مِنْ جَوَازِ الرُّقيَةِ؛ وَأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَقَى، ورُقِيَ.
- قَوْلُهُ (مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ): أَيْ: مِنَ العَمَلِ الَّذِيْ يَأْمُرُ بِهِ الشَّيْطَانُ وَيُوْحِي بِهِ، وَهُوَ دَلِيْلٌ عَلَى التَّحْرِيْمِ.
- قَوْلُ أَحْمَدَ ﵀ (ابْنُ مَسْعُوْدٍ يَكْرَهُ هَذَا كُلَّهُ): مَرَّ مَعَنَا فِيْمَا سَبَقَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُوْدٍ كَانَ يَكْرَهُ جَمِيْعَ أَنْوَاعِ التَّمَائِمِ - حَتَّى مِنَ القُرْآنِ -.
- (الطِّبُّ) هُنَا: مَعْنَاهُ السِّحْرُ، وَمَطْبُوْبٌ أَيْ: مَسْحُوْرٌ، وَهَذَا - عِنْدَ العَرَبِ - هُوَ مِنْ بَابِ التَّفَاؤُلِ بِالشِّفَاءِ، لِأَنَّ الطِبَّ مَعْنَاهُ العِلَاجُ، وَذَلِكَ كَمَا يُقَالُ لِلَّدَيْغِ سَلِيْمٌ وَلِلكَسِيْرِ جَبِيْرٌ مِنْ بَابِ التَّفَاؤلِ بِالشِّفَاءِ، وَلِلَّرَكْبِ قَافِلَةٌ مِنْ بَابِ التَّفَاؤلِ بِالعَوْدَةِ وَالسَّلَامَةِ.
- قَوْلُ ابْنِ المُسَيَّبِ ﵀ (لَا بَأْسَ بِهِ، إنَّمَا يُرِيْدُوْنَ بِهِ الإِصْلَاحَ، فَأَمَّا مَا يَنْفَعُ، فَلَم يُنْهَ عَنْهُ) يُرِيْدُ بِذَلِكَ: مَا يَنْفَعُ مِنَ النُّشْرَةِ بِالتَّعَوُّذَاتِ وَالأَدْعِيَةِ وَالقُرْآنِ وَالدَّوَاءِ المُبَاحِ وَنَحْوِ ذَلِكَ؛ دُوْنَ مَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ السِّحْرِ، كَمَا يُمْكِنُ حَمْلُ قَوْلِهِ عَلَى نَوْعٍ مِنَ التَّدَاوِي لَا يُعْلَمُ أَنَّهُ سِحْرٌ.
- الحَسَنُ: هُوَ ابْنُ أَبِي الحَسَنِ، اسْمُهُ: يَسَارُ، وَهُوَ البَصْرِيُّ الأَنْصَارِيُّ، ثِقَةٌ فَقِيْهٌ، إِمَامٌ مِنْ خِيَارِ التَّابِعِيْنَ، (ت ١١٠ هـ).
- قَتَادَةُ: هُوَ ابْنَ دِعَامَةَ السَّدُوْسِيُّ، نِسْبَةً إِلَى جَدِّهِ سَدُوْس، وَكَانَ مِنْ أَكْبَرِ عُلَماءِ التَّابِعِيْنَ، وَيُقَالُ إِنَّه وُلِدَ أَكْمَهًا، (ت ١١٧ هـ).
(١) قَالَهُ فِي تَاجِ العَرُوْسِ (٢١٧/ ١٤)، بِتَصَرُّفٍ يَسِيْرٍ.
1 / 245