149

At-Tawdih ar-Rashid fi Sharh at-Tawhid

التوضيح الرشيد في شرح التوحيد

Genre-genre

الشَّرْحُ
- مَقْصُوْدُ المُصَنِّفِ ﵀ مِنَ البَابِ بَيَانُ أَنَّهُ إِذَا كَانَ مَنْ فَعَلَ وَسَائِلَ الشَّرْكِ مَلْعُوْنًا وَمَوْصُوْفًا بِأَنَّهُ مِنْ شِرارِ الخَلْقِ، فكَيْفَ بِمَنْ فَعَلَ الشِّرْكَ الأَكْبَرَ.
- إِنَّ الأَدِلَّةَ الَّتِيْ أَوْرَدَهَا المُصَنِّفُ هِيَ فِي الصَّلَاةِ؛ وَلَكنَّهُ عَمَّ بِقَوْلِهِ (فِيْمَنْ عَبَدَ اللهَ) وَذَلِكَ بِجَامِعِ أَنَّ السَّبَبَ هُوَ التَّعْظِيْمُ؛ وَأَنَّ النَّتِيْجَةَ هِيَ الشِّرْكُ، فَهِيَ مِنْ بَابِ القِيَاسِ لَا مِنْ بَابِ التَّنْصِيْصِ. وَقَدْ مَرَّ مَعَنَا حَدِيْثُ النَّهْي عَنِ الذَّبْحِ عِنْدَ الأَوْثَانِ، وَهُوَ حَدِيْثُ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ فِي بَابِ (لَا يُذْبَحُ للهِ بِمَكَانٍ يُذْبَحُ فِيْهِ لِغَيْرِ اللهِ).
- اللَّعْنَةُ: هِيَ الطَّرْدُ وَالإِبْعَادُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ؛ وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُم فَعَلُوا كَبِيْرَةً مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوْبِ.
- قَوْلُهَا (طَفِقَ): مِنْ أَفْعَالِ الشُّرُوْعِ، أَيْ: جَعَلَ وَبَدَأَ.
- قَوْلُهُاَ (خَمِيْصَةً): هُوَ الكِسَاءُ الغَليْظُ الَّذِيْ لَهُ أَعْلَامٌ (خُطُوْطٌ).
- قَوْلُهُ (لَعَنَ اللهُ اليَهُوْدَ وَالنَّصَارَى): يَحْتَمِلُ أنَّها خَبَرِيَّةٌ، وَيَحْتَمِلُ أنَّهُ أَرَادَ بِهَا الدُّعَاءَ؛ فَتَكُوْنُ خَبَرِيَّةً لَفْظًا؛ إِنْشَائِيَّةً مَعْنى.
- قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ ﵀ فِي كِتَابِهِ (فَتْحُ البَارِي) (١): (وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيْحَيْنِ حَدِيْثُ عَائِشَةَ فِي قِصَّةِ الكَنِيْسَةِ الَّتِيْ كَانَتْ بِأَرْضِ الحَبَشَةِ وَمَا فِيْهَا مِنَ التَّصَاوِيْرِ؛ وَأَنَّهُ ﷺ قَالَ: (كَانُوا إِذَا مَاتَ فِيْهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيْهِ تِلْكَ الصُّوَرَ؛ أُوْلَئِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللهِ) فَإِنَّ ذَلِكَ يُشْعِرُ بِأَنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ جَائِزًا فِي ذَلِكَ الشَّرْعِ مَا أَطْلَقَ عَلَيْهِ ﷺ أَنَّ الَّذِيْ فَعَلَهُ شَرُّ الخَلْقِ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ فِعْلَ صُوَرِ الحَيَوَانِ فِعْلٌ مُحْدَثٌ أَحْدَثَهُ عُبَّادُ الصُّوَرِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ).

(١) فَتْحُ البَارِي (٣٨٢/ ١٠).

1 / 149