التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

عبد المجيد بن سالم المشعبي d. Unknown
68

التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

Penerbit

أضواء السلف،الرياض

Nombor Edisi

الطبعة الثانية

Tahun Penerbitan

١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

منه هو من كمال التوحيد، فمن عرف ربًّا يلتجأ إليه، ويطلب الهداية منه، هل يقال: إنه متحير أو محتاج إلى النظر ليعرف ربه١؟ فهذا دليل عليهم لا لهم، وإنما أورد إبراهيم ﵇ هذا الكلام في هذا المقام إرشادًا لقومه أن يطلبوا الهداية من الله، وتعريضًا بضلالهم في عبادة هذه الكواكب٢، وتوجيهًا لهم بأن المستحق للعبادة هو الله وحده الذي تطلب منه الهداية، ثم إن فيها تنبيهًا بأن الله هو المتصرف في الكون وحده، وبيده تدبير كل شيء، والذي يؤكد هذا المعنى: التدرج الذي اتبعه إبراهيم في إثبات الحجة على قومه، فبين أولًا أن ما كان آفلًا لا يصلح للعبادة، وبين ثانيًا تلميحًا أن من اتجه لهذه الكواكب كان ضالًا، وبين ثالثًا التصريح بأنهم على الشرك، والبراءة منهم بعد أن قامت الحجة عليهم وظهر الحق٣. أما قوله في الوجه الرابع: (أن قوم إبراهيم في الشمس: ﴿هَذَا أَكْبَرُ﴾ لا يليق بحالة المناظرة): فالجواب عنه: أن إبراهيم ﵇ كان يجادل ويناظر المنجمين وعباد الكواكب، ومذهب هؤلاء المنجمين أن الشمس هي رئيسة الكواكب في الفلك، وهي في العالم بمنزلة جرم القلب في البدن، وسائر أجرام الكواكب والأفلاك بمنزلة أعضاء البدن ومفاصل الجسد٤، لذلك كانت مناسبة قوله: ﴿هَذَا أَكْبَرُ﴾ عظيمة، إذ به يلفت الانتباه إلى أن هذه الشمس وهي أكبر الأجرام –عندكم- منزلة وحجمًا وضياءًا لا تصلح أن تكون إلهًا، فمن باب أولى ما دونها من

١ انظر: "الملل والنحل": (٢/٥٢) . ٢ انظر: "الكشاف": (٢/٣١) . ٣ انظر: "الإنصاف فيها تضمنه الكشاف عن الاعتزال": (٢/٣٠-٣١) . ٤ انظر: "رسائل إخوان الصفا": (٢/٤٢٣) .

1 / 81