وما رواه الخطيب البغدادي أيضًا عن ابن لهيعة١ أن الربيع ابن سبرة٢ حدثه قال: "لما غزا عمر ﵁، وأراد الخروج
١ هو عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي، أبو عبد الرحمن، قاضي مصر وعالمها، وضعفه كثير من العلماء، وقالوا: لا يحتج به، مات سنة أربع وسبعين.
انظر: "الجرح والتعديل": (٥/١٤٥)، و"ميزان الاعتدال": (٢/٤٧٥)، و"تهذيب التهذيب": (٥/٣٧٣) .
٢ هو الربيع بن سبرة بن معبد، ويقال: ابن هوسجة، الجهني المدني، قال العجلي: حجازي تابع ثقة، وقال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن أبي خيثمة: سئل ابن معين عن أحاديث عبد الملك بن الربيع بن سبرة عن أبيه عن جده، فقال: ضعاف.
وقد وهم ابن حجر فقال: (قال الخطيب أبو بكر: لا يستقيم عندي سماعه من علي. قال هذا بعد أن أخرج من طريقه حديثًا عن علي في كتاب ذم النجوم) .
قلت: والصحيح أن الربيع بن سبرة روى هذا الحديث عن عمر لا عن علي.
وقد قال الخطيب بعد إيراد هذا الحديث: (وليس بمستقيم عندي سماع الربيع بن سبرة من عمر ﵁، ولعل الربيع رواه عن أبيه عن عمر ﵁، والله أعلم) .
قلت: إن قول الخطيب: (ولعل الربيع رواه عن أبيه عن عمر) لا يصح لأنه ورد في هذا الأثر قول عمر: (قد عرفت ما تريد يا ابن سبرة)، وابن سبرة هو الربيع لا أبوه، وبهذا يكون هذا الإسناد غير محفوظ عند أهل العلم، مما يدل على ضعف هذا الأثر بالإضافة إلى رواية ابن لهيعة له، وهو ضعيف.
انظر: "الجرح والتعديل": (٣/٤٦٢)، و"تهذيب التهذيب": (٣/٢٤٤)، و"حكم علم النجوم": (ق١٠/أ) .