262

التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

Penerbit

أضواء السلف،الرياض

Edisi

الطبعة الثانية

Tahun Penerbitan

١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

الاستعانة بها أو التوكل عليها، أو نحو ذلك من صرف العبادات لهذه الكواكب، فأجمع المسلمون على تحريم ذلك.
كما دلت النصوص من الكتاب والسنة على تحريمه١ منها:
١- قوله تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ﴿﴾ .

١ انظر: "مجموع فتاوى ابن تيمية": (٣٥/١٩٢) .
أما ما نقله الزبيدي عن المولى أبي الخير: (أن الإمام الشافعي ذكر أن المنجم إن اعتقد أن المؤثر الحقيقي هو الله تعالى، لكن عادته تعالى جارية على وقوع الأحوال بحركاتها وأوضاعها المعهودة ففي ذلك لا بأس عندي، وحديث الذم ينبغي أن يحمل على من يعتقد تأثير النجوم) . انظر: "الإتحاف": (١/٢٢١) .
فقد أخطأ على الشافعي وعلى السبكي، إذ أن السبكي نقل هذا الكلام عن برهان الدين بن الفركاح، وليس عن الشافعي.
انظر: "طبقات الشافعية" للسبكي: (١/٢٤٣) .
والذي جعل برهان الدين بن الفركاح يقول بهذا القول بغية التماس العذر للشافعي عندما اطلع على ما روى عن الشافعي في استعماله لهذه الصناعة، إلا أنه لم يحسن التماس العذر فقال ذلك، وقد سبق أن بينت ضعف هذه الروايات في فصل شبهات المنجمين والرد عليها.
وما ذكره الزبيدي أيضًا عن الخطيب بقوله: (ونقل الخطيب من كتا "الأنواء" لأبي نيفة المنكر من النظر في النجوم نسبة الآثار إلى الكواكب، وأنها هي المؤثرة، وأما من نسب التأثير إلى خالقها، وزعم أنه نصبها أعلامًا على ما يحدثه فلا جناح عليه) .
(الإتحاف): (١/٢٢١) فليس معناه جعل هذه النجوم علامات على السعود والنحوس، وإنما المقصود جواز القول بأن للأمطار أوقاتًا معلومة، وجعل هذه الكواكب دالة على هذه الأوقات –كما سيأتي بيانه في فصل توقع أحوال الجو إن شاء الله.
٢ سورة الجن، الآية: ٢٧-٢٨.

1 / 283