Rahsia Istana: Politik, Sejarah, Cinta, Sastera
أسرار القصور: سياسية، تاريخية، غرامية، أدبية
Genre-genre
وفي ذلك المساء بعينه لما جاءت الباش قادين لافتقاد السراري في أسرتهن وجدت سرير مهرى هانم فارغا، لم يفرش بعد، فاستشاطت غيظا، وقد وهمت أن مهرى خالفت النظام، لكن لما سألت الخصي قال لها: إن السلطان قد استدعاها.
فقلب هذا الالتفات الشاهاني حال مهرى من شيء إلى شيء؛ إذ بعد أن كانت جارية تتزلف إلى الخادم والخصي والجارية والرئيسة أصبحت في ليلة واحدة الآمرة المطاعة يتزاحم من في السراي للتزلف إليها؛ لأنه إذا أسعدها الحظ فحملت يوما تصبح حالا من سلطانات آل عثمان ...
ولم يعد أحد يذكر عائشة هانم بشيء، كأن سعد رفيقتها مهرى قد حجب سعدها.
الفصل السادس
عائشة هانم
إذا رام محب أن يقف على مقام حبيبته ومليكة فؤاده سهل عليه ذلك؛ لأن قلبه كثيرا ما يكون هاديا له ودليلا. فلم تنقض الخمسة عشر يوما التي ضربها أحمد لنعمت هانم حتى كان صلاح الدين قد عرف مكان حبيبته ومقامها، فقد كلفت هي خادمها أحمد هذا أن يخبر صلاح الدين بعدم استطاعتها الرجوع إلى «تشيمالجه» وببقائها في بايكوس تمرض والدتها، فأخبر أحمد صلاح الدين بذلك، ورجاه أن يبقي الخبر مخزونا في أعماق فؤاده، فقال له صلاح الدين: أنت تعلم مقدار حبي لعائشة هانم وكفى ... ولا أطلب منك مزيدا، وأعدك بألا أطلع أحدا على مقرها حتى ولا والدتي. - أي بك أفندي أرجوك عفوا إذا وجدتني قلقا ملحا بوجوب كتمان السر ... إذ لو علم الأعداء المحيقون بهذه الفتاة المسكينة التي أوصاني والدها بالاعتناء بها قبل وفاته لعذرتني. - ولكن من الغريب أن يكون لهذه الفتاة السليمة القلب أعداء ألداء وأخصام أقوياء ... - نعم وا أسفاه ... لو كنت على الأقل زوجها لحسن حظها ... إن قلبي يرتجف جزعا كلما فكرت بأن فاطمة هانم أصبحت عجوزا هرمة، وأن الموت يترصدها كل هنيهة ... فإلى من نكل أمر تلك المسكينة بعد ذلك يا ترى؟ - خفف عنك ستكون - إن شاء الله - عائشة قرينة لي إذا رضيتني بعلا لها، أدفع عنها الأخصام، وأحميها من طوارق الحدثان، وغدر الأعداء. - وأي أعداء ... إن أسماءهم لتحرق الشفاه. - ولكن لسنا والحمد لله في عهد السلطان محمود ... فالعدالة مرعية في تركيا الآن. - لا عدالة إلا في السماء مولاي. - هذه أفكار قديمة العهد. - أي بك أفندي أنت شاب ترى كل شيء حسنا زاهيا، وقد رأيت السراي الهمايوني مفروشا بالدمقس الأوروبي فوهمت، لكن البكاء والصراخ ملآ جوانب القصر فلا يصل إلينا شيء من الفظائع التي تجري تحت طي الأطالس. - تلك خرافات قديمة، والذي تربى نظيري في العواصم الأوروبية لا يعيرها كل سماعه. - هذا هو السبب يا مولاي في جسارتي على هذا الكلام؛ لأني قضيت عمري بين أحذية الباشاوات، وفي زوايا السرايات، وأقسم لك إنا لا نزال كما كنا في أيام عثمان الفاتح.
فأثر في صلاح الدين هذا الكلام الخارج من فم خادم ساذج عرك الدهر طويلا، وذاق حلوه ومره، فقال له: أتظن إذن أن خطرا يتهدد عزيزتي الهانم؟ - نعم يا مولاي، عسى أن يشفق الله على تلك المسكينة.
وأراد أن يكمل حديثه، فرأى أنه قد تجاوز الحد. فقال: لا أريد تكديرك، فكفى ما صرحت لك به، ولا تنس أن فاطمة هانم ترغب في مقابلتك ... ففي أي يوم تريد؟ - هذا المساء بعد صلاة الغروب. - إذن أنتظرك عند موقف البواخر.
ثم ودعه وانصرف، وانقلب صلاح الدين إلى بيته يفكر فيما يكون ذلك الخطر الذي يتهدد حبيبته ومليكة فؤاده.
وفي العشاء وصل صلاح الدين في الموعد المضروب متنكرا، وقد ارتدى ثوبا رمادي اللون، فكان أحمد في انتظاره، فسار أمامه في طرق بايكوس الضيقة حتى وصل إلى أمام بيت خشبي صغير، فتناول أحمد مفتاحا كبيرا، ودعا الضابط إلى السلاملك.
Halaman tidak diketahui