177

Rahsia Bahasa Arab

أسرار العربية

Penerbit

دار الأرقم بن أبي الأرقم

Nombor Edisi

الأولى ١٤٢٠هـ

Tahun Penerbitan

١٩٩٩م

أي: أحد. وذهب بعض النحويين إلى أنه يجوز أن تكون زائدةً في الواجب، ويستدلّ بقوله تعالى: ﴿وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ ١ /أي سيئاتكم/٢ فـ"مِنْ" زائدة بقوله تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ ٣ و"مِنْ" زائدة، وما استدل به لا حُجَّة له فيه؛ لأنَّ من ليست زائدة، فأمَّا قوله تعالى: ﴿وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ فـ"مِنْ" فيه للتبعيض لا زائدة؛ لأنه من الذنوب ما لا يُكفَّر بإبداء الصدقات، أو إخفائها، وإيتائها للفقراء، وهي مظالم العباد؛ وأما قوله تعالى: ﴿يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ فـ"مِنْ" فيه -أيضًا- للتبعيض؛ لأنهم إنما أُمروا أن يغضوا أبصارهم عمَّا حرّم /الله/٤ عليهم، لا عمّا أحلَّ لهم، فدل على أنها للتبعيض، وليست زائدةً. وأما "إلى" فتكون على وجهين: [وجها إلى] أحدهما: أن تكون غايةً؛ كقولك: "سرت من الكوفة إلى البصرة". والثاني: أن تكون بمعنى مع؛ كقوله تعالى: ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ ٥؛ أي: مع المرافق، ومع الكعبين. [معنى في] وأما "في" فمعناها الظرفية؛ كقولك: "زيد في الدار"، وقد يُتَّسع فيها، فيقال: "زيد ينظر في العلم". [معنى اللام] وأمَّا "اللام" فمعناها التخصيص والملك؛ كقولك: "المال لزيدٍ"؛ أي يختص به، ويملكه.

١ س: ٢ "البقرة، ن: ٢٧١، مد". ٢ سقطت من "ط". ٣ س: ٢٤ "النور، ن: ٣٠، مد". ٤ زيادة من "س". ٥ س: ٥ "المائدة، ن: ٦، مد".

1 / 194