ونِعْمَ الحيُّ حيُّ بني أبيها ... إذا قُرع المقانبُ بالعوالي
أقومٌ يقتنون الإبل تَجرًا ... أحَب إليكِ أمْ قَوم حِلال؟
فتزعم بنو عامر أنها قالت: بل قوم حلال.
قال هشام عن أبيه: إنها لما هلك عنها هوذة ورجعت إلى بلادها، خطبها عبد الله بن الجدعان إلى أبيها فزوجه إياها. فأتاه ابن أخ له يقال له: حزن بن عبد الملك بن قرط، فقال: زوجني ضباعة.
قال: قد زوجها عبد الله بن جدعان. فحلف ابن أخيه لا يصل إليها أبدًا وليقتلنها. فكتب أبوها إلى عبد الله بن جدعان يذكر له هذا من أمرها. فكتب إليه عبد الله: لئن فعلت لأنصبن لك راية غدر بسوق عكاظ. فقال أبوها لابن أخيه: فد جاء من الأمر ما لابد من الوفاء لهذا الرجل. فجهزها وحملها إليه وركب حسن في أثرها وأخذ الرمح فتبعها حتى انتهى إليها فوضع السنان بين كتفيها فقال:
أقوم يقتنونَ الإبل تَجرًا ... أحبُّ إليك أم حيّ حُلولُ؟
قالت: بل قوم حلول. قال: أما والله ولو قلت غير ذلك لأخرجت السيف من بين كتفيك، وانصرف عنها. فأهديت إلى ابن جدعان فكانت عنده ما شاء الله أن تكون. فبينا هي تطوف الكعبة، وكان لها جمال وشباب، فرآها هشام بن المغيرة فكلمها عند البيت وقال لها: وقد رضيت أن يكون هذا الشباب والجمال عند شيخ كبير؟؟؟؟؟! ولو سألتيه الفرق لتروجك، وكان هشام جميلًا مكثرًا. فرجعت إلى جدعان فقالت: إني امرأة شابة وأنت شيخ كبير، قال: ما بدا لكي في هذا، فقد بلغني أن هشامًا كلمك وأنت تطوفين في البيت، وأنا أعطي الله عهدًا ألا أفارقك حتى تحلفي ألا تتزوجي هشامًا، فيوم تفعلين فعليك أن تطوفي في البيت عريانة، وأنت تنحري مائة من الإبل، وأن تعزلي وبرًا بين
1 / 69