Arnab Keluar dari Topi
الأرنب خارج القبعة
Genre-genre
والغرباء وحدهم، الذين يشبهونك، الذين لا يفتأ كل واحد منهم يحلم بوطنه، بمكان نشأ فيه، وحارة هرول فيها عاريا وهو طفل. الغرباء سيذكرونك طوال الوقت بوطنك؛ لأنهم لا يتذكرون إلا أوطانهم. انظر في ملامحهم، وابحث خلف التجاعيد والثنيات والابتسامات المرهقة عن الحقيقة والحكايات التي تبهت مع مرور الزمن، أو تتوهج مع عذابات الحياة اليومية وألم الفراق؛ عن المرارة المختزنة في ابتسامة غير مكتملة، عن طعام لا تستسيغه وتزعجك رائحة احتراقه على البوتاجاز، لكنه يذكرك بأن هناك من ينتظر على الضفة الأخرى. لا تصادق أحدا؛ أنت فقط تريد أن تتعرف، أن تتمسك بيد تنتشلك من القاع، بقدم تسير بجوار قدمك إلى آخر الطريق حيث لافتة الحدود. (7) لا تقع في الحب
لأن الحب وطن، بيت وأهل وسكن، هو اشتياق للمحبوب وتعود على المكان وحب له؛ لأنه صار جزءا من الحكاية الجديدة، لأن الحب يصنع الذكريات التي تربطك بالمكان، والذكريات هي الوطن؛ لأن المحبوب سيصبح هو الوطن الجديد، بحكاياته وأماكنه وشوارعه ومقاهيه. الحب للمقيم، للساكن، لصاحب الدار، وأنت تمر من أمام النافذة، محاذرا من أن تقع عينك على ما في داخل البيت. (8) كن قلقا
تذكر دائما قول المتنبي: «على قلق كأن الريح تحتي.» فالريح حولك في كل مكان، تضربك من كل اتجاه، تزعزعك وتحركك من مكانك، الريح جنوبية، تأخذك إلى حيث جئت. اذهب معها ثم عد؛ كل يوم اصحبها إلى الأماكن التي تعرفها؛ فقط أغمض عينيك وسافر، أغمض عينيك وعد.
وهل تطيق وداعا أيها الرجل؟
أحيانا يفضل الطبيب استئصال عضو مريض في الجسد، حتى ينقذ الباقي، لكن ما يحدث غالبا هو أن هذا العضو المبتور يظل دوما يشير إلى صاحبه؛ كذكرى لا تندثر، كخيبة، كهزيمة دائمة، يذكر الناس بما حدث له، وما مر به، حتى لو حاول استبدال عضو اصطناعي آخر به، فسيظل عضوا اصطناعيا، لا يحل محل العضو الأصلي إلا في الوظيفة لا في الشعور. هذا هو الفقد.
1
لأن الكلام عن الفقد يؤلم، أفكر أن أتوقف عن الكتابة؛ هل لأني أفقد مساحة البياض في الورقة، فأشعر أني أوغل أكثر في تلك المشاعر السوداء التي لا تشبه شيئا آخر؟ هل لأن السواد الذي تخلفه الكتابة فوق الورقة يشبه خطواتي على الأرض التي أجرها خلفي كدليل على أن أحدا كان هنا، خطوات لا تزول مع الزمن - مهما ابتعدت ونظرت إليها من بعيد - محفورة في الأرض كأنها من فعل الزمن، كأنها وشم على القلب لا يزول أبدا؟
2
التدرب على الفقد يشبه السير كل يوم في الطريق إلى القبر. جرب فقط أن تبدأ، لتجد أن كل طريق لا يفضي إلى شيء؛ أن الأيام متشابهة، تماما مثل الطرق؛ أن الطعام والشراب والضحك، كلها تحمل طعما واحد، هو اللاطعم. الطعام قطع بلاستيك نلوكها، المشروبات كلها بلا طعم، فقط تتحول إلى دموع في الجسد لتهبط من العينين، والضحك ليس إلا أصواتا معلقة في الهواء لا تدل على شيء، كأنها صافرات لقطارات منطلقة في طريق مجهول، كأنها صوت المنادي يخبر أهل القرية بميت جديد، كأنها صوت الرعد، الذي يحذر من برق تتبعه عاصفة أخيرة.
3
Halaman tidak diketahui