Arnab Keluar dari Topi
الأرنب خارج القبعة
Genre-genre
لسعة البرد الخفيفة في الصباح، البخار المتصاعد من أفواه طلاب المدارس وتشكله أحلاما، النظر إلى السحابات الرمادية والشمس المنزوية في الخلف، وسؤال: ها ... ماذا بعد؟ لمسة الاكتئاب الخفيفة، لحظة الشجن المقتنصة، بين هذا وذاك، «فيروز» صباحا على الكمبيوتر، و«أم كلثوم» مساء في الحافلات العامة، و«علي الحجار» ظهرا: «لما الشتا يدق البيبان».
5 «مصرع 270 مواطنا في أسوأ كوارث السيول بصعيد مصر، السيول تجتاح قرى بالصعيد، والأمطار تهدم منازل بالقاهرة وتصيب الحياة بالشلل.» كان ذلك مانشيت صحيفة مصرية في عام 1994، أذكر ذلك جيدا. كنا صغارا، لم نكن نعرف الثلج الذي يقتل، لكننا عرفنا السيول التي تغدر وتفرق وتشرد وتقتل، فاحتفظنا بمحبتنا للثلج وكرهنا السيول. تكرر الأمر بعد ذلك بدرجة أقل، جاء الموت خلال العامين الأخيرين ملتحفا بعواصف ثلجية ليقتل اللاجئين الذين أخرجتهم الحرب من ديارهم، ومن دفء حيطان تحاول أن تصد جيوش الشتاء. الموت هو الموت في النهاية؛ له غصة في القلب، ومرارة في الحلق، له ملمس بارد، كأنه الشتاء تماما.
6
هل لو ظلت «سنووايت» في الشمس قليلا ستحترق؟ هل ستصير ماء؟ كم ستملأ؛ كوبا صغيرا أم كبيرا ليشرب منه الأطفال العطشى؟ هل ستنتهي حكايتها إلى الأبد؟ ربما لا تكون المشكلة هي «الشتاء»؛ ففي كثير من بلاد الله تحدث السيول، ويهطل الثلج، لكن يبقى الموت بعيدا؛ لأن هناك جدرانا تحجزه وتبعده عن الأطفال. يبقى واقفا يترقب، لكنه لا يجرؤ على الاقتراب، ربما يعقد - مع الوقت - صداقة مع الشتاء ويذهبان إلى المقهى، في الليالي القمرية، يشربان كأسين من الفودكا، ويشكو الموت من قلة العمل.
7
أحب الشتاء، وأكره الشتاء. لا يبدو الأمر ملغزا، ولا عصيا على الفهم، لا يحتاج إلى شرح وتبيان، هو وجه العملة الآخر للموت، ووجه العملة الآخر للحياة، فقط ألق عملتك على الأرض ودعها تستقر لكي تعرف في أي جانب أنت. ألم أقل لكم؟ ليس الأمر إلا وجها غامضا جديدا من وجوه الحياة.
أفكر في النهايات
12
كل قصص الحب ستنتهي بالفشل، العشاق الواقفون على الكورنيش سيلقون بأنفسهم في النهر بعد قليل، الطيور المحلقة ستهوي بمجرد أن تفرغ بطارياتها ، كل الحكايات مرة والقصائد تخطو على زجاج مبشور. «الكيبورد» ستأكل أصابعي، ولن تترك سوى جثة تحدق في الشاشة، في انتظار النهاية.
11
Halaman tidak diketahui