Lebih Kuat Daripada Cinta
أقوى من الحب
Genre-genre
وما كان أسهل علي من استعادة صورته، بعد ذلك اليوم!
بقية من دموع
عندما رآها لأول مرة، كان أمر حياته قد خرج من يده، كان قد مضى على زواجه شهران، نعم خلالهما بحياة هادئة مع زوجته الوديعة، فقد أغرقته هذه الزوجة في دفء حنانها، واستقرت حياته المضطربة القلقة، وأصبح يعرف أن هناك عالما غير الشارع والمقهى، عالما متسعا فيه آفاق أكثر رحابة من صدر المائدة الرخامية الحقيرة، حيث كان يقامر إلى ما بعد منتصف الليل، ولا تكاد الساعة ترسل دقتها الثانية حتى تلفظه هذه المائدة، تلفظه بعد أن تمتص آخر مليم في جيبه، وبعد أن تعتصر أعصابه ودماءه، فيغادرها كتلة من أعصاب متهتكة، وجسد متهالك خائر.
هذا العالم الجديد كان غير ذلك العالم الذي ألفه من قبل، كان يتلقاه لقاء آخر، حين يقبل المساء كان يجول به من غرفة المائدة حيث يغذي بطنه الجائع، إلى حجرة المكتب حيث يغذي روحه، ثم إلى غرفة النوم حيث ينعم بالرقاد اللذيذ بين ذراعين من الواقع الناعم البض، أحلى من كل بنات الأحلام.
وفي صبيحة يوم من أيام هذا الفردوس قالت له زوجته: أتعرف من سيزورنا اليوم؟
وصمت لحظة يفكر ويحزر، فقالت بعد أن يئست من جوابه: شقيقتي سهام، لقد جاءت هي وزوجها بالأمس ليقضيا الإجازة، وقد دعوتهما للغداء اليوم، لكنها ستحضر وحدها؛ لأن زوجها مدعو للغداء عند شقيقه.
وأجاب مبتهجا: أتعرفين أنها فرصة سعيدة؛ فلدي تذكرة دعوة هذا المساء للسينما لخمسة أشخاص، وقد كنت فكرت أن ندعو سامي وزوجته ، ما رأيك في أن ندعو سهام وزوجها؟ وعلى فكرة، إنني أعرف زوجها منذ الدراسة، وأذكر وجهه.
وأحس بها تلوي شفتيها قليلا، ويعلوها العبوس، فأدرك ما ترمي إليه، وذكر ما سمعه منذ أيام من والدتها أن سهام غير سعيدة في حياتها الزوجية؛ فزوجها مقامر عربيد، يصرف وقته وماله بين المقامرة والنساء، وهي تحتمل في مضض دون أن تشكو، حتى حين عرفت أمها كل شيء من إحدى جاراتها، ظلت سهام على صمتها، وعبثا حاولت الأم أن تظفر منها باعتراف، بل إنها تقنع بالإنكار، وأخذت كلما أثير أمامها سلوك زوجها، تحدثت عن سعادتها، ونفت كل ما يشاع عن زوجها، لكن لسانها وحده الذي يتحدث عن السعادة، بينما ينطق كل ما حواليها بما تعانيه من شقاء وتعاسة!
إنه لم يكن رأى سهام من قبل، لكن هذه الصورة التي رسمتها له أحاديث أمها وشقيقتها، صورة المرأة الصابرة الكتوم، كانت تبعث في نفسه الإشفاق والعطف عليها.
وعندما عاد من عمله ظهر ذلك اليوم، كانت امرأتان تنتظرانه، هبت الأولى للقائه بابتسامتها المألوفة، وتحركت الثانية على استحياء!
Halaman tidak diketahui