Orang Koptik dan Muslim: Dari Penaklukan Arab hingga Tahun 1922
أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م
Genre-genre
26
ومهما يكن من أمر، فقد بدأ السلطان في نظر الأقباط حاكما عادلا ورءوفا؛ إذ إن وجوده في الحكم منع عنهم بلاء كثيرا وأوقف حركة التخريب، ولولاه لاستمرت الفوضى في البلاد، ثم إن الأقباط فرحوا؛ لأن صلاح الدين ألغى الضرائب الهلالية العديدة التي أعادها آخر الخلفاء الفاطميين.
بعد أن توفي صلاح الدين، واجه الأيوبيون حملتين صليبيتين خطيرتين على مصر؛ «الحملة التي شنها «جان دي بريين»
Brienne
وحملة الملك لويس التاسع».
لما نزل «جان دي بريين» على ساحل دمياط واحتل المدينة، قلقت السلطات المصرية وأخذ أولياء الأمر يتساءلون عما إذا كان النصارى في مصر سيستقبلون الإفرنج بحفاوة، كما استقبلهم النصارى الأرمن والسوريون، وتساءلوا أيضا هل من الحكمة أن يحولوا دون هذا التعاون الذي قد يؤدي إلى عواقب خطيرة بالنسبة إلى المسلمين، ومما زاد المشكلة تعقيدا أن كان في دمياط نفسها عدد كبير من النصارى الملكيين، والدليل على ذلك ما ذكره الأنطاكي عن وجود أسقف خاص بهذه المدينة في عهد الظاهر لدين الله.
27
وكان هذا القلق وحده كافيا لبعث الاضطرابات في القاهرة خاصة: «وقد شمل الذهول والفزع جمع السكان، وراجت الإشاعات حول موقف النصارى فأصبحوا موضع الريبة، وثار ضدهم عدد كبير من الناس ... وأصدر السلطان أمره بتعبئة نصف سكان مصر والقاهرة مختارين أو مكرهين لمقاتلة الصليبيين ... أما النصارى القاطنون في القاهرة، فقد فرضت عليهم ضريبة وكذلك سائر الأغنياء».
هكذا انتهزت الحكومة فرصة الفزع الذي حل في البلاد لتملأ خزائنها التي تأثرت من الحرب القائمة، والذي يجب الإشارة إليه هي الطريقة التي توسل بها رجال الحكم ليأخذوا من النصارى أكثر قدر من المال دون أن يلجئوا إلى العنف، ويدلي «رينودو» عن هذا الحادث تفاصيل شيقة: قال: «أرسل حاكم مصر، بعد أن استشار رجال القانون، في طلب قساوسة الأقباط اليعاقبة والملكيين وقال لهم: «سافروا «مع المسلمين» وإمعانا في تخويفهم قال: «لأجل الحرب اخرجوا مع المسلمين! غير أنكم لن تصلوا إلى باب المدينة حتى يقتلوكم، وما من أحد يستطيع أن يلومهم في الظروف التي نحن فيها»، وكان يقصد بكلامه هذا الملكيين؛ إذ كان المسلمون يأخذون عليهم حبهم للفرنج ومحاكاة عوائدهم وطريقتهم في تصفيف شعرهم، وعدم إجرائهم عملية الختان وغيرها من الأشياء المماثلة، فخاف القساوسة من هذا الكلام خوفا شديدا، فأسرع أحدهم إلى القول: «لدينا مبلغ ألف دينار» فأجاب الحاكم، «حسنا اذهبوا وأحضروا هذا المبلغ»، ثم قيل للقساوسة الأقباط الذين كانوا حاضرين: «إن هؤلاء القوم ليسوا بمرتبتكم، إنكم تساوون أربعة وعشرين واحدا منهم، ولكن إذا فرضنا أنكم لا تساوون إلا عشرة فقط، فعليكم أن تدفع ثلاثة آلاف فقط»، ووضعت الأختام على الكنيسة المعلقة وكنيسة الملكيين ومعبد اليهود.».
28
Halaman tidak diketahui