Orang Koptik dan Muslim: Dari Penaklukan Arab hingga Tahun 1922
أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م
Genre-genre
ويصف المستشرق «رينو»
Reinaud
السلطان صلاح الدين بالعبارة الآتية: «لقد تنازع حكمه عاطفتان: الطموح وكرهه للنصارى، والغريب أنه لم يكره النصارى كأفراد بل كان يكرههم كأمة، فلما هزمهم سرعان ما تغير موقفه نحوهم، وآية ذلك أنه لم يكتف بالتسامح مع أقباط مصر، وكان عددهم في ذلك الوقت كبيرا نوعا ما، ولكنه احترم عهدهم وجعل بعضهم في خدمته.».
23
كتب «رينو» رأيه هذا اعتمادا على موقف صلاح الدين من النصارى بعد فتحه مدينة القدس، وقد نصت شروط التسليم على أن المسيحيين الإفرنج يعتبرون وحدهم أسرى حرب، وعليهم دفع الدية الحربية إذا أرادوا فك هذا الأسر.
ويضيف ابن الأثير، الذي عاصر الحروب الصليبية، إلى ذلك قوله: «أما الفرنج من أهل القدس، فإنهم أقاموا وشرعوا في بيع ما لا يمكنهم حمله من أمتعتهم وذخائرهم وأموالهم وما لا يطيقون حمله وباعوا ذلك بأرخص الثمن، فاشتراه التجار من أهل العسكر واشتراه النصارى من أهل القدس، الذين ليسوا من الفرنج، فإنهم طلبوا من صلاح الدين أن يمكنهم من المقام في مساكنهم ويأخذ منهم الجزية فأجابهم إلى ذلك، فاستقروا فاشتروا حينئذ من أموال الفرنج.».
24
على أن تسامح صلاح الدين مع النصارى الشرقيين يعود إلى أن هؤلاء النصارى سهلوا له مهمة الاستيلاء على بيت المقدس؛ وذلك بإلحاحهم على الصليبيين بأن يسلموا المدينة، ولما كان عددهم يفوق عدد الصليبيين فقد تمكنوا من تحقيق رغبتهم.
25
وبالاختصار نقول: إن صلاح الدين رفض الاعتراف بالامتيازات التي حصل عليها النصارى في عهد الفاطميين، ومن المحتمل أن يكون إخراجه الذميين من وظائفهم هو، كما يقول المسيو فييت، «بمثابة حركة تطهير أجريت ضد الفاطميين أكثر منها بغضا ضد النصارى.»، ولكن صلاح الدين لم يتوان في إلغاء اشتراك الخلفاء في الأعياد المسيحية، ذلك التقليد الذي كان رسخت جذوره في البلاد،
Halaman tidak diketahui