وفي الجمع للسيوطي: «أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل، يضع حافره حيث منتهى طرفه، فلم نزايل ظهره أنا وجبريل حتى أتيت بيت المقدس، ففتحت لي أبواب السماء ، ورأيت أبواب الجنة والنار».
رواه أحمد وابن أبي عمر وأبو يعلى وابن حبان والحاكم والضياء عن حذيفة انتهى.
وأخرج أحمد والبخاري في عدة مواضع منها في الصلاة والرقاق والفتن والاعتصام، ومسلم في المناقب في فضائل النبي (صلى الله عليه وسلم)، والترمذي في التفسير، والنسائي في الرقائق، وغيرهم، واللفظ للبخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) خرج حين زاغت الشمس، فصلى الظهر، فلما سلم قام على المنبر فذكر الساعة، وذكر أن بين يديها أمورا عظام ثم قال: «من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه، فو الله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا، قال أنس: فأكثر الناس البكاء، وأكثر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يقول:
«سلوني سلوني؟» قال أنس: فقام إليه رجل فقال: أين مدخلي يا رسول الله؟ قال:
«النار» فقام عبد الله بن حذافة، فقال: من أبي يا رسول الله؟ قال: «أبوك حذافة»، ثم أكثر أن يقول: «سلوني سلوني؟»، فبرك عمر على ركبتيه وقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد (صلى الله عليه وسلم) رسولا، قال: فسكت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين قال عمر ذلك، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «أو لي؟ والذي نفسي بيده لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط، وأنا أصلي فلم أر كاليوم في الخير والشر (1)».
هكذا أورده في باب ما يكره من كثرة السؤال من كتاب الاعتصام، وساقه أيضا بنحوه في باب وقت الظهر من كتاب الصلاة، وأورده في باب التعوذ من الفتن من كتاب الفتن بلفظ عن أنس رضي الله عنه قال:
سألوا النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى أحفوه بالمسألة فصعد النبي (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم المنبر فقال: «لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم».
ولفظ رواية مسلم: «لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم»، فلما سمع ذلك القوم أرموا ورهبوا أن يكون بين يديه أمر قد حضر .
Halaman 128