153

Anis Fudala

أنيس الفضلاء من سير أعلام النبلاء

* عن عمر بن عبد العزيز عمن حدثه أن حبيب بن فورك خرج به أبوه إلى رسول الله ^ وعيناه مبيضتان لا يبصر بهما شيئا، فسأله رسول الله ^ عما أصابه، فقال: إني كنت أمون جملا لي فوضعت رجلي على بيض حية فابيضت عيناي. فنفث رسول الله ^ في عينيه فأبصر. فلقد رأيته يدخل الخيط في الإبرة وهو ابن ثمانين.(4) * وعن قتادة بن النعمان - رضي الله عنه - قال: أهدي إلى رسول الله ^ قوس، فدفعها رسول الله ^ إلي يوم أحد، فرميت بها بين يدي رسول الله ^ حتى اندقت عن سيتها، ولم أزل عن مقامي نصب وجه رسول الله ^ ألقى السهام، وكلما مال سهم منها إلى وجه رسول الله ^ بلا رمس أرميه، فكان آخرها سهما ندرت منه حدقتي على خدي. وافترق الجمع فأخذت حدقتي بكفي فسعيت بها في كفي إلى رسول الله ^، فلما رآها رسول الله ^ في كفي دمعت عيناه، فقال: اللهم إن قتادة فدى وجه نبيك بوجهه، فاجعلها أحسن عينيه وأحدهما نظرا.(1)

* قال ابن وهب : مر ابن المبارك برجل أعمى ، فقال له : أسألك أن تدعو لي أن يرد الله علي بصري ، فدعا الله فرد عليه بصره وأنا أنظر (8/395).

شكاوى العميان:

كتب مبارك أخو سفيان الثوري إليه يشكو ذهاب بصره، فكتب إليه سفيان: أما بعد، فقد فهمت كتابك، فيه شكاية ربك. فاذكر الموت يهن عليك ذهاب بصرك. والسلام.(2)

وقال ناصر الدين شافع الضرير(3):

أضحى وجودي برغمي في الورى عدما * إذ ليس لي فيهم ورد ولا صدر

عدمت عيني وما لي فيهم أثر * فهل وجود ولا عين ولا أثر ؟

* ووقع أبوبكر ابن العلاف الأعمى في حفرة فقال(4):

قالت كأنك في الوتى فقلت لها * قد مات من ذهبت والله عيناه

عيناي كفاي لا طرف ألذ به * وكيف يفرح من عيناه كفاه ؟

* وقال ابن التعاويذي:

فها أنا كالمقبور في كسر منزلي * سواء صباحي عنده ومسائي

يرق ويبكي حاسدي لي رحمة * وبعدا لها من رقة وبكاء(5)

من تفاءل بالعمى:

Halaman 153