154

Anis Fudala

أنيس الفضلاء من سير أعلام النبلاء

* قال رجل للقاسم بن محمد - وقد ذهب بصره - : لقد سلبت أحسن وجهك. قال: صدقت، غير أني منعت النظر إلى ما يلهي، وعوضت الفكرة في العمل فيما يجدي.(1)

* وأنشد الجاحظ لابن عباس:

إن يأخذ الله من عيني نورهما * ففي لساني وسمعي منهما نور

قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل * وفي فمي صارم كالسيف مأثور(2)

* وقد أخذ هذا المعنى الخريمي فقال:

فإن يك عيني خبا نورها * فكم قبلها نور عين خبا

فلم يعم قلبي ولكنما * أرى نور عيني لقلبي سعى

والمعري فقال:

سواد العين زاد سواد قلبي * ليتفقا على فهم الأمور(3)

وقال أبو علي البصير - أعمى -(4):

لئن كان يهديني الغلام لوجهتي * ويقتادني في السير إذ أنا راكب

فقد يستضيء القوم بي في أمورهم * ويخبو ضياء العين والرأي ثاقب

من فخر العميان:

* قال اليمان ابن أبي اليمان البندنيجي:

أنا اليمان ابن أبي اليمان * أسعد من أبصرت في العميان

إذا تلقني تلق عظيم الشان * تلاقني أبلغ من سحبان

في العلم والحكمة والبيان(5)

* وقال أبو علي البصير - أعمى -(6):

إذا ما غدت طلابة العلم ما لها * من العلم إلا ما يخلد في الكتب

غدوت بتشمير وجد عليهم * ومحبرتي سمعي ودفترها قلبي

* وقال عز الدين أحمد بن عبد الدائم(7):

إن يذهب الله من عيني نورهما * فإن قلبي بصير ما به ضرر

أرى بقلبي دنياي وآخرتي * والقلب يدرك ما لا يدرك البصر

تمنى العمى فأصبح أعمى!

قال المؤمل بن أميل المحاربي الكوفي (ت190ه) في امرأة من أهل الحيرة يهواها من أهل الحيرة:

شف المؤمل يوم الحيرة النظر * ليت المؤمل لم يخلق له بصر

فيقال إنه بات تلك الليلة فرأى رجلا في المنام أدخل أصبعيه في عينيه، وقال: هذا ما تمنيت. فأصبح أعمى.

ومن هذه القصيدة:

Halaman 154