مطلب الأبيات التي كان يُقَال إن من لم يروها فلا مروءة له وشرح غريبها
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، ﵀، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن خلف، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن أبى السرى، قَالَ: حَدَّثَنَا الهيثم بن عدى، قَالَ: كنا نقول بالكوفة: إنه من لم يرو هذه الأبيات فلا مروءة له، وهى لأيمن بن خريم بن فاتك الأسدى
قَالَ: وأنشدنا أَبُو العباس أحمد بن يحيى النحوى عَنِ ابن الأعرابى، والألفاظ فِي الروايتين مختلطة:
وصهباء جرجانية لم يطف بها ... حنيف ولم تنغر بها ساعةً قدر
ولم يحضر القس المهينم نارها ... طروقا ولم يشهد عَلَى طبخها حبر
أتانى بها يحيى وقد نمت نومة ... وقد غابت الشعرى وقد جنح النسر
فقلت اغتبقها أو لغيري فاسقها ... أنا ويبك والخمر
تعففت عنها فِي العصور التي خلت ... فكيف التصابى بعد ما كلأ العمر
إذا المرء وفى الأربعين ولم يكن ... له دون ما يأتى حياء ولا ستر
فدعه ولا تنفس عليه الذى ارتأى ... وإن جر أسباب الحياة له الدهر
: كلأ: انتهى إِلَى آخره وأقصاه، ويقَالَ: بلغ الله بك أكلأ العمر، أى آخره.
وارتأى: افتعل من الرأى
وأنشدنا أَبُو عمرو بن بعد الشيب قَالَ: أنشدنا أَبُو العباس، قَالَ: أنشدنا عبد الله بن شبيب لابن الدمينة:
ألا حب بالبيت الذى أنت هاجره ... وأنت بتلماحٍ من الطرف زائره
فإنك من بيتٍ لعينى معجبٍ ... وأحسن فِي عينى من البيت عامره
أصد حياءً أن يلج بى الهوى ... وفيك المنى لولا عدو أحاذره
وكم لائمٍ لولا نفاسة حبها ... عليك لما باليت أنك خابره
أحبك يا ليلى عَلَى غير ريبة ... ما خير حب لا تعف سرائره
وقد مات قبلي أول الحب فانقضى ... فإن مت أضحى الحب قد مات آخره
1 / 78