وأنشدنا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: أنشدنا أَبُو حاتم، عَنِ الأصمعى، ليزيد بن الحكم، الثقفى:
تكاشرنى كرهًا كأنك ناصح ... وعينك تبدى أن صدرك لى دوى
لسانك ما ذى وغيبك علقم ... وشرك مبسوط وخيرك منطوى
فليت كفافًا كان خيرك كله ... وشرك عنى ما ارتوى الماء مرتوى
عدوك يخشى صولتى إن لقيته ... وأنت عدوى ليس ذاك بمستوى
نصافح من لاقيت لى ذا عداوة ... صفاحًا وغى بين عينيك منزوى
أراك إذا لم أهو أمرًا هويته ... ولست لما أهوى من الأمر بالهوى
أراك اجتويت الخير منى وأجتوى ... أذاك فكل يجتوى قرب مجتوى
وكم موطنٍ لولاى طحت كما هوى ... بأجرامه من قلة النيق منهوى
إذا ما ابتنى المجد ابن عمك لم تعن ... وقلت ألا يا ليت بنيانه خوى
فإنك إن قيل ابن عمك غانم ... شجٍ أو عميد أو أخو مغلةٍ لوى
تملأت من غيظٍ عَلَى فلم يزل ... بك الغيظ حتى كدت بالغيظ تنشوى
وما برحت نفس حسود حسبتها ... تذيبك حتى قيل هل أنت مكتوى
وقَالَ النطاسيون إنك مشعر ... سلالًا ألا بل أنت من حسدٍ ذوى
جمعت وفحشًا غيبةً ونميمةً ... خصالًا ثلاثا لست عنها بمرعوى
أفحشًا وجبنا واختتاء عَنِ الندى ... كأنك أفعى كدية فر محجوى
فيدحو بك الداحى إِلَى كل سوءة ... فيا شر من يدحو بأطيش مدحوي
بدا منك غش طالما قد كتمته ... كما كتمت داء ابنها أم مدوي
: الاختتاء: التقبض.
قَالَ: وقَالَ أَبُو بَكْرٍِ: محجوى: منطوى.
والمدوى: الذى يأخذ الدواية وهي جلدة رقيقة تركب اللبن، يُقَال: دوى اللبن يدوى فهو مدو، وأقبل الصبيان عَلَى اللبن
1 / 68