أولئك قوم شيد اللَّه فخرهم ... فما فوقه فخر وإن عظم الفخر
أناس إذا ما الدهر أظلم وجهه ... فأيديهم بيض وأوجههم زهر
يصونون أحسابا ومجدا مؤثلا ... ببذل أكف دونها المزن والبحر
سموا فِي المعالى رتبةً فوق رتبةٍ ... أحلتهم حيث النعائم والنسر
أضاءت لهم أحسابهم فتضاءلت ... لنورهم الشمس المنيرة والبدر
فلو لامس لهم الصخر الأصم أكفهم ... لفضت ينابيع الندى ذَلِكَ الصخر
ولو كَانَ فِي الأرض البسيطة منهم ... لمختبط عاف لما عرف الفقر
شكرت لكم آلاءكم وبلاءكم ... وما ضاع معروف يكافئه شكر
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: أملى علينا أَبُو العباس بْن يحيى النحوى، أو قرأ الشك من أَبِي عَلَى، عَلَى باب داره، ثم أنشدناه فِي المسجد الجامع يقرؤه عَلَى عَبْد اللَّه بن المعتز، قَالَ: أنشدنى بعض أصحابنا، عَنِ النضر بْن جرير، عَنِ الأصمعى: سقى دمنتين لَيْسَ لي بهما عهد بحيت التقى الدارات والجرع الكبد
فيا ربوة الربعين حييت ربوةً ... عَلَى النأى منا واستهل بك الرعد
قضيت الغوانى غير ان مودة ... لذلفاء ما قضيت آخرها بعد
إذا ورد المسواك ظمآن بالضحى ... عوارض منها ظل يخصره البرد
وألين من مس الرخامات يلتقى ... بمارنه الجادى والعنبر الورد
فرى نائبات الدهر بينى وبينها ... وصرف الليالى مثل ما فرى البرد
فإن تدعي نجدا ندعه ومن بِهِ ... وإن تسكنى نجدًا فيا حبذا نجد
وإن كَانَ يوم الوعد أدنى لقائنا ... فلا تعذليني أن أقول متى الوعد
وأنشدنا أَبُو عَبْد اللَّه نفطويه، قَالَ: أنشدنا أحمد بْن يحيى، لأبى الهندى، وهو من بنى رياح:
قل للسرى أَبِي قيس أتهجرنا ... ودارنا أصبحت من داركم صددا
1 / 54