القيامة الصغرى
القيامة الصغرى
Penerbit
دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح
Nombor Edisi
الرابعة
Tahun Penerbitan
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
Lokasi Penerbit
الكويت
Genre-genre
المنافقين قبل عذاب يوم القيامة، العذاب الأول ما يصيبهم الله به في الدنيا إما بعقاب من عنده وإما بأيدي المؤمنين، والعذاب الثاني عذاب القبر، قال الحسن البصري: (سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ) [التوبة: ١٠١]: عذاب الدنيا، وعذاب القبر " (١)، وقال الطبري: " والأغلب أن إحدى المرتين عذاب القبر، والأخرى تحتمل أحد ما تقدم ذكره من الجوع أو السبي أو القتل والإذلال أو غير ذلك " (٢) .
والآية الثالثة حجة واضحة لأهل السنة الذين أثبتوا عذاب القبر، فإن الحق ﵎ قرر أن آل فرعون يعرضون على النار غدوًا وعشيًا، وهذا قبل يوم القيامة، لأنه قال بعد ذلك: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) [غافر: ٤٦]، قال القرطبي: " الجمهور على أن هذا العرض يكون في البرزخ، وهو حجة في تثبيت عذاب القبر " (٣) .
ومن الإشارات القرآنية الواضحة الدالة على فتنة القبر وعذابه قوله ﵎: (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ) [إبراهيم: ٢٧] ففي الحديث الذي يرويه البراء بن عازب ﵄ عن النبي ﷺ قال: " إذا أقعد المؤمن في قبره أتى ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فذلك قوله: (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) [إبراهيم: ٢٧]، وفي رواية أخرى: وزاد: (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ) [إبراهيم: ٢٧] نزلت في عذاب القبر " (٤) .
_________
(١) فتح الباري: (٣/٢٣٣) .
(٢) فتح الباري: (٣/٢٣٣) .
(٣) فتح الباري: (١١/٢٣٣) .
(٤) رواه البخاري في صحيحه، كتاب الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر، فتح الباري: (٣/٢٣١) .
1 / 50