ومن صفاته المعيبة في الأحاديث أنه أفحج، والفحج " تباعد ما بين الساقين " أو الفخذين، وقيل: تداني صدور القدمين، مع تباعد العقبين، وقيل: هو الذي في رجله اعوجاج " (١) .
وصدق ابن العربي في قوله: " في اختلاف صفات الدجال بما ذكر من النقص بيان أنه لا يدفع النقص عن نفسه كيف كان، وأنه محكوم عليه في نفسه " (٢) . ومراده أنه لو كان ربًا لأزال النقص الذي في نفسه، فعدم إزالته دليل على أنه مربوب مقهور لا يستطيع أن يتخلص من عيوبه.
وتركيز الرسول ﷺ على كونه أعور " لكون العور أثر محسوس يدركه العالم والعامي، ومن لا يهتدي إلى الأدلة العقلية " (٣)، وإلا فإن أصحاب العلم يمكن أن يدركوا أمره، ويصلوا إلى حقيقة دعواه.
المطلب السابع
إمكانات الدجال التي تسبب الفتنة
يدعي الدجال الألوهية، ويعطى من الإمكانات أمورًا مذهلة تفتن الناس فتنة عظيمة، ومن ذلك:
١- سرعة انتقاله في الأرض:
ففي حديث النواس بن سمعان في صحيح مسلم أن النبي ﷺ سئل عن
(١) فتح الباري: (١٣/٩٧) .
(٢) فتح الباري: (١٣/٩٨) .
(٣) فتح الباري: (١٣/٩٦) .