الخطابة عند العرب

Muhammad Al-Khidr Husayn d. 1378 AH
17

الخطابة عند العرب

الخطابة عند العرب

Penyiasat

ياسر بن حامد المطيري

Penerbit

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٣ هـ

Lokasi Penerbit

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

تعلُّم الخطابة قد يَدْرُسُ علومَ الأدب بما فيها علمي العَروض والقوافي مَنْ لا يدري كيف يصنعُ شِعْرًا مستقيمَ الوَزْن سليمَ القافية، وقد يَدرُسُ علومَ الأدب بما فيها من علوم البلاغة مَنْ لا يستطيعُ أن يكتبَ خِطَابًا يُسِيغُه الذَّوْقُ الصحيح، كذلك الرجلُ قد يدرسُ قوانين الخطابة ويضيفُ إليها التَّضَلُّعَ من علوم اللغة وآدابها، ثم لا يكون له بعد هذا في الخطابة العَمَليَّةِ جزءٌ مقسوم. الخطابةُ لا يُحكِم صُنعَها إلا من يأخذ بها خاطِرَه يومًا فيومًا، ويُروِّضُ عليها لسانَه في هذا المَجْمَعِ مَرَّةً، وفي ذلك المَجْمَعِ مَرَّةً أخرى. نقرأ في كتب الأدب ما يدلُّنا على أن العرب كانوا يأخذون أنفسهم بالتدرُّب على الخطابة حتى تلين لهم قناتُها، نجدهم حين يتحدثون عن عمرو بن سعيد بن العاص يقولون: إنه كان لا يتكلَّم إلا اعترَتْهُ حُبْسَةٌ في مَنْطِقِه، فلم يزل يَتَشَادَقُ ويعالِجُ إخراج الكلام حتى مَالَ شِدْقُه، ومن أجل هذا دعي بالأشدق وإياه يعني الشاعر الذي يقول: تَشَدَّقَ حتى مَالَ بالقولِ شِدْقُهُ وكُلُّ خطيبٍ لا أبا لك أَشْدَقُ

1 / 187